قصيدة "اشهد ان العباس يعلم يوم الآخرة" والغلوّ في ذلك
السلام عليكم 1-توجد قصيدة على اليوتيوب عنوانها: "اشهد ان العباس يعلم يوم الآخرة" هل في هذا الكلام اشكال؟ هل العباس عليه السلام يعلم يوم الاخرة ام ان هذا من الغلوّ ؟ 2-هل توجد رواية ان الرسول( ص) تعرّض الحسد "إن يهودية حسدت النبي ص وعلى اثر ذلك تعرض الرسول للاذى والمرض"! كما توجد رواية أخرى ان النبي ص تعرض للسحر وعلى اثره تأثر النبي وتضرر توجد رواية عن اهل البيت عليهم السلام نصها: (نحن المحسودون) الخلاصة ومااريد الاجابة عنه هل يؤثر الحسد على المعصوم؟ وهل يؤثر السحر على المعصوم؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ﴿يَسأَلونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرساها قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ رَبّي لا يُجَلّيها لِوَقتِها إِلّا هُوَ ثَقُلَت فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ لا تَأتيكُم إِلّا بَغتَةً يَسأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنها قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾ [الأعراف: ١٨٧] العلم الساعة ويوم القيامة من الامور المخفيّة ، والمحجوبة حتى عن رسول الله ( صلى الله عليه واله ) و هو من العلم الذي ستأثر الله به لنفسه ، فاذا كان رسول الله (صلى الله عليه واله ) واهل بيته لا يعلمونها ، فمن باب اولى عدم علم العباس عليه السلام بها. و القصيدة المذكورة تستلزم الغلو بالمعنى اللغوي وهو تجاوز الحد و يكون قائلها كاذب في نسبة علم الساعة للعباس . ٢- اما سحر النبي (صلى الله عليه واله ) من قبل يهودية ، فلا نعتقد بتحققه، نعم هذا الامر موجود عند غير مدرسة اهل البيت (عليهم السلام ) . قال الشيخُ الطوسي في ( التبيان ) : " ولا يجوزُ أن يكونَ النبيّ (ص) سُحرَ على ما رواهُ القُصّاصُ الجُهّال ، لأنَّ مَن يُوصَفُ بأنّه مسحورٌ فقد خبلَ عقلُه ، وقد أنكرَ اللهُ تعالى ذلكَ في قولِه: ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسحُورًا ) ، ولكن يجوزُ أن يكونَ بعضُ اليهودِ اجتهدَ في ذلكَ فلم يقدِر عليهِ فأطلعَ اللهُ نبيَّه على ما فعلَه حتّى استخرجَ ما فعلوهُ منَ التمويهِ ، وكانَ دلالةً على صدقِه ومُعجزةً له " (١) وقالَ المجلسي: " وأمّا تأثيرُ السّحرِ في النبيّ والإمام صلواتُ اللهِ عليهما فالظاهرُ عدمُ وقوعِه وإن لم يقُم برهانٌ على امتناعِه إذا لم ينتهِ إلى حدٍّ يخلُّ بغرضِ البعثةِ كالتخبّطِ والتخليطِ فإنّه إذا كانَ اللهُ سبحانَه أقدرَ الكفّارَ لمصالحِ التكليفِ على حبسِ الأنبياءِ والأوصياءِ (ع) وضربِهم وجرحِهم وقتلِهم بأشنعِ الوجوهِ فأيُّ استحالةٍ على أن يقدروا على فعلٍ يؤثّرُ فيهم همّاً ومرضاً ؟! لكن لمّا عرفتَ أنَّ السحرَ يندفعُ بالعوذاتِ والآياتِ والتوكّلِ وهُم عليهم السلام معادنُ جميعِ ذلكَ فتأثيرُه فيهم مُستبعدٌ ، والأخبارُ الواردةُ في ذلكَ أكثرُها عامّيّةٌ أو ضعيفةٌ ومعارضةٌ بمثلِها ، فيشكلُ التعويلُ عليها في إثباتِ مثلِ ذلك " (٢) ٣- الرواية(نحن المحسودين ) تُشير للحسد الذي معناه تمني زوال نعمة الغير ، و ليس تأثر بالعين الذي يُعرف بالعرف بانه حسد كذلك وتقدم كلام المجلسي ما يدل على عدم تاثير السحر ولا يوجد ما يدل على انهم تاثروا بحسد العين ودمتم بحفظ الله ورعايته ــــــــــــــــــــــ ١- التبيانُ في تفسيرِ القرآن ج10 ص 434 . ٢- بحارُ الأنوار ج63 ص 41