القرآن الكريم
السلام عليكم في قوله تعالى: ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) سورة الأنبياء الآية رقم 35 يبدو من هذا ان الله ( جل شأنه) قد تعمد في خلق الشر واجراه على ايدي الناس لسبب يعلمهُ هو . خلق الله آدم (ع) ثم سلط عليه إبليس قصداً وعمداً. فجعل الخير والشر متصارعين الى يوم يبعثون . فما هو السر في ذلك؟
عليكم السلام نذكر لكم فحوى الآيه ثم بيان المراد من كلمة الشر فيها : ان المراد من هذه الآيه هو إن مكانكم الأصلي ليس هو هذه الدنيا، بل هو مكان آخر، وإنما تأتون هنا لتؤدوا الاختبار و " الامتحان "، وبعد اكتسابكم التكامل اللازم سترجعون إلى مكانكم الأصلي وهو الدار الآخرة. ومما يسترعي النظر أن " الشر " مقدم على " الخير " من بين المواد الامتحانية، وينبغي أن يكون كذلك، لأن الامتحان الإلهي وإن كان تارة بالنعمة وأخرى بالبلاء، إلا أن من المسلم أن الامتحان بالبلاء أشد وأصعب.… وأما كلمة " الشر " المذكورة في الآيه الشريفة هو لا يعني مطلق الشر، لأن الفرض أن هذا الشر عبارة عن وسيلة للاختبار والتكامل، وبناء على هذا فإن المراد هو الشر النسبي، وأساسا لا يوجد شر مطلق في مجموع عالم الوجود بالنظرة التوحيدية الصحيحة! ولذلك نقرأ في حديث أن أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) مرض يوما فجاء جمع من أصحابه لعيادته، فقالوا: كيف نجدك يا أمير المؤمنين؟ قال: " بشر "! قالوا: ما هذا كلام مثلك؟! قال: " إن الله تعالى يقول: ونبلوكم بالشر والخير فتنة، فالخير الصحة والغنى، والشر المرض والفقر ".…