ايمن - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 أنس بن مالك خادم النبي (صلى الله عليه و اله)

السلام عليكم سمعنا في حديث ذُكِرَ فيه سلمان وابي ذر معناه انه لو علم احدهما بما في قلب الاخر لقتله فهل من الممكن تروون لنا الحديث نصا وتوضحون لنا معناه فهو مريب؟


الأخ أيمن المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في (شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج 7 - ص 5 - 7) قال: أحمد بن إدريس، عن عمران بن موسى، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال: والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله. ولقد آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بينهما، فما ظنكم بسائر الخلق، إن علم العلماء صعب مستصعب، لا يحتمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، فقال: وإنما صار سلمان من العلماء لأنه امرؤ منا أهل البيت فلذلك نسبته إلى العلماء. * الشرح: قوله ( فقال والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ) المراد بما في قلب سلمان العلوم والأسرار و منشأ القتل هو الحسد والعناد، وفيه مبالغة على التقية من الإخوان فضلا عن أهل الظلم والعدوان، فان قلت: هل فيه لوم لأبي ذر؟ قلت: لا لأن المقصود في مواضع استعمال « لو » هو أن عدم الجزاء مترتب على عدم الشرط، وأما ثبوته فقد يكون محالا لابتنائه على ثبوت الشرط وثبوت الشرط قد يكون محالا عادة أو عقلا كعلم أحدنا بجميع ما في القلب وثبوت حقيقة الملائكة للمتكلم في قوله: « لو كنت ملكا لم أعص » ومن هذا القبيل قوله تعالى: (( لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنَّ عَمَلُكَ )) (الزمر:65) على أنه يمكن أن يكون المقصود من التعليق هو التعريض بوجوب التقية وكتمان الأسرار على من يخاف منه الضرر كما في قولك: « و الله لو شتمني الملك لضربته » فإنه تعريض بشاتم آخر وتهديد له بالضرب بدليل أن الملك ما شتمك ولو شتمك ; لما أمكنك ضربه. فليتأمل. قوله: ( ان علم العلماء ) منهم سلمان كما يصرح به. قوله: ( وإنما صار سلمان من العلماء لأنه ) قال القرطبي: سلمان يكنى أبا عبد الله وكان ينسب إلى الإسلام فيقول: أنا سلمان ابن الإسلام، ويعد من موالي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنه أعانه بما كوتب عليه ; فكان سبب عتقه، وكان يعرف بسلمان الخير، وقد نسبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بيته فقال: « سلمان منا أهل البيت » وأصله فارسي من رامهرمز قرية يقال لها جي، وقيل: بل من أصبهان، وكان أبوه مجوسيا فنبهه الله تعالى على قبح ما كان عليه أبوه وقومه وجعل في قلبه الشوق إلى طلب الحق فهرب بنفسه وفر عن أرضه فوصل إلى المقصود بعد مكابدة عظيم الشعاب والصبر على المكابدة. وقال علي (عليه السلام): « سلمان علم العلم الأول والآخر، وهو بحر لا ينزف، وهو منا أهل البيت » وعنه أيضا: « سلمان مثل لقمان » وله أخبار حسان وفضائل جمة. قوله: ( فلذلك نسبته إلى العلماء ) أراد بالعلماء أهل البيت (عليهم السلام) ودمتم في رعاية الله