الأخ حسن المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان عقيل بن ابي طالب موقفه ليس فيه ما يشين، وما يقال من انه ذهب الى معاوية فهناك اختلاف في الأمر بين من يقول انه ذهب الى معاوية بعد وفاة امير المؤمنين (عليه السلام) وحينما صار الصلح بين الامام الحسن (عليه السلام) ومعاوية لعنه الله ومن قال بأنه ذهب إلى معاوية في حياة أمير المؤمنين. واذا كان قد ذهب قبل وفاة الامام امير المؤمنين (عليه السلام) فهناك روايات تشير إلى ان عقيلا رضوان الله تعالى عليه كان يكتب الكتب لأخيه أمير المؤمنين (عليه السلام) يخبره فيها بما كان ينوي معاوية أو أصحاب معاوية فعله او بما فعلوه اذن نستطيع ان نقول بأن عقيلا ممكن ان يكون عينا وعونا في نفس الوقت للامام امير المؤمنين (عليه السلام) ويلاحظ انه استطاع ان يرد على معاوية في اكثر من مرة ويوبخه وكان يصرح في مجلس معاوية اني مررت بمعسكر امير المؤمنين (عليه السلام) فكان كمعسكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا نسمع فيه إلا تاليا للقرآن الكريم او متهجدا يصلي لله ما بين قائم وراكع ومررت بمعسكرك ويخاطب بكلامه معاوية فلم اجد إلا ابناء الطلقاء وممن نفر برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم العقبة وكان يسأل معاوية من هذا الذي يجلس على جانبك فيجيبه معاوية انه عمرو بن العاص فيقول عقيل هذا الذي اختصم فيه ستة نفر من قريش فغلب عليهم جزارها (العاص) ثم يقول فمن هذا الى يسارك فيقول معاوية هذا ابو موسى الاشعري فيقول هذا ابن السراقة فيغتاض القوم باجمعهم ثم يحاول معاوية ان يتدارك الموقف فيقول وانا ماذا تقول في فيقول اعفني فيصر معاوية فعند ذلك يقول له عقيل اتعرف حمامة ثم يخرج عقيل من ذلك المجلس فيستدعي معاوية نسابة فيساله عن حمامة فيقول له النساب لي الامان فيقول لك الامان فقال له انها ام ابي سفيان وكانت من ذوات الرايات (بغية).
ذات مرة يرسل في طلب عقيل رضوان الله عليه فيدخل فيحاول معاوية الاستهزاء به فيقول يا اهل الشام ان هذا الرجل عمه ابو لهب الذي قال فيه القران ( تبت يدا ابي لهب ) وهنا يبادر عقيل يا اهل الشام ان من قال فيها القران ( وامرته حمالة الحطب ) عمة معاوية. ويلح معاوية عليه بسب امير المؤمنين (عليه السلام) فيصعد عقيل ويقول ان معاوية بن ابي سفيان امرني ان العن علي بن ابي طالب فألعنوه ونزل فما زاد ولا نقص فاعترض عليه معاوية بانه لم يبين على من اللعن كان.
وهكذا ثم يصرح عقيل يقول علي مع الحق والحق مع علي وعلي معه الدين ومعك يا معاوية الدنيا فيعطيه معاوية مئة الف دينار ويقول هل يعطيك علي مثل عطائي فيقول له انك تعطي مما ليس لك وعلي يعطي من ماله ويقصد ان عليا امير المؤمنين اكرم من معاوية اذ ان الامام صلوات الله عليه لما راى حالة اخيه واحتياجه وعسره قال انتظرني اعطيك من عطائي الشهري.
فكانت دراهم علي (عليه السلام) عند عقيل اكثر من عطاء معاوية كما صرح له لان معاوية يعطي مما ليس له. ثم بعد ذلك يرمي هذه المئة الف دينار في وجهه ويخرج.
ويصرح معاوية بان وجود عقيل قد افسد مجالسهم ولذا فان المتتبع لاخبار عقيل رضوان الله عليه يجد ان عقيلاً لا لاهل الشام بل عليهم وموقف ال عقيل اجلى من ان يذكر في تفانيهم ودفاعهم عن امير المؤمنين (عليه السلام) وكذلك الامام السبط الحسن (عليه السلام) وسيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليه السلام). وهنالك كثير من المصادر تشير الى ذلك.
ودمتم في رعاية الله