logo-img
السیاسات و الشروط
Mehdi ( 17 سنة ) - العراق
منذ سنة

الاقتناع بالمظهر الخارجي

السلام عليكم أنا بنت محجبة وارتدي العباءة، ولكن أنا ضعيفة الشخصية! بمعنى: أشعر أني غير جميلة بالعباءة وغير مرتبة، خصوصاً أني سمراء، وبالعادة الإنسان يحب أن يكون مرتباً في شكله، وأنا دائماً أهتم بشكلي، وأحاول الخروج بصورة مقبولة ومرتبة ونظيفة، سواء أكان في الحجاب أم العباءة. فهل إذا أردت أن يكون مظهري أنيقاً يعتبر زينة؟ علماً أني لا أضع المكياج. فما هي نصيحتكم؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي العزيزة، زانك الله بجمال الأخلاق، ونورانية الباطن، وصفاء الروح وعذوبتها، ونوّر وجهك بنور وجهه تعالى. أيتها الطيبة، يا برعم الإسلام الصغير، ويا نواة جيل المستقبل، يا من حارت واشتغل ذهنها عمّا أريد منها بأمور عارضة زائلة، كوني يقظة رشيدة العقل والمعرفة. يا غالية، المولى الحق المتعال عندما جعل الحجاب واجباً على المرأة لأنّ تمام جمالها، وكمال شخصيتها وقوّة عنصرها، وثبات هيبتها وعفتها، هو عندما تلتزم وتحتشم من الأجنبي والغريب والمحرّم عليها، ولنا في ذلك شواهد، فالقدوة السيدة العظيمة الزهراء (عليها السلام)، كانت في خمارها وحجابها في كامل القداسة، وهذه السيد العظيمة ابنتها السيدة زينب (عليها السلام) قادة ثورة عظيمة بين الوحوش من الأنس، وغيرهما من النساء المؤمنات التي كانت عظيمة وكبيرة في شدّة احتشامها، وزادن بذلك الجمال والهيبة وغير ذلك. هذا، وما تذكرينه -يا نور عين أبويك- أنّ الشخصية الضعيفة وما شابه ذلك، لم يأتِ ضعفها من الحجاب والاحتشام، بل هناك أمور في ذات الشخص لم يعمل عليها جعل منه شخصيةً ضعيفةً. ولأجل بيان صورة الحال، نحاول أن نبسط لكم الكلام ضمن منهجية النقاط ليسهل لكم ضبطها ومراجعتها والتأمل فيها، وهو أن نقول: ١) عليكم قبل كل شيء أن تدركوا سبب ضعف الشخصية، فلعل الضعف هو بسبب ما تلقيتموه من معاملة غير صحيحة من أفراد الأسرة، كأن كانوا مثلاً كثيري الصياح والصراخ في وجوهكم، أو بسبب التنمّر من الغير الذي رافقكم لمدّة طويلة، أو بسبب ما ترون به أنفسكم من أنّكم غير جميلي الصورة والمنظر، وما شابه ذلك. وجميع هذه الأسباب وغيرها، عادت بالسلب على شخصيتكم حتى حطّت منكم، وأورثت الإحباط لديكم وعدم الثقة بالنفس، وضعف الشخصية. ٢) عليكم بمعالجة ضعف الشخصية وتنمية الذات بصورة صحيحة وقوية، وما ينفع في تقوّية الذات، وبناءها بناءاً صحيحاً، هو مثلاً؛ أن تلقّنوا النفس أنكم مختلفين عن كل شخص، ولا يوجد لكم مثيل ومشابه في شخصيتكم مع أيُّ شخص آخر، وكذا عليكم أن تلتفتوا إلى ما تحسنون من الفنون، والمعارف وتقولوا لأنفسكم أنّكم تملكون شيئاً جميلاً تعتز به النفس، وكذا ينبغي أن تلتفتوا إلى مقومات الشخصية القوية، من الشجاعة وعدم الجبن، والصلابة، وعدم الهوس النفسي بالخور في الذات من الإنكماش الذاتي. ٣) عليكم أن تقتنعوا أن الجمال هو جمال الخلق والسلوك وطهارة النفس والقلب، لا جمال الصورة والمنظر والشكل الخارجي، وهذا هو ميزان الحق وميزان العقل، فلقمان الحكيم (عليه السلام) كانت بشرته داكنة، ولكنه محبوباً عند الله تعالى وعند أولياءه وعند أهل العقل، وكذا بالنسبة لنا جميعاً نجد أنفسنا ننجذب إلى من له خلق جميل وصفات عالية. ٤) يجب الستر وعدم فعل ما يكون زينة ومثيراً للآخرين، ولكن مع كون اللباس مستوراً وجيداً وليس فيه زينة أو لباس شهرة، لا بأس به، وأن يظهر الإنسان بصورة حسنة ولائقة وجميلة، وهذا ليس بحرام، والحرام هو إظهار الزينة والتبرج وما شابه ذلك. ٥) الجميل هو من كان له عقل راجح، ونفس طاهرة من المعاصي، وروح نقية وعذبة وشفافة، وخلق عالي، ومؤمنًا بالله تعالى، كان بذلك مرآة تعكس جمال الحق المتعال. والحمد لله وحده. ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه

4