لفظ الشيعة في اللّغة
هل الشيعي الموالي لأهل البيت (عليهم السلام) يدخل النار؟ سمعت السيد (ك) من على كرسي الدرس يقول: بأن الشيعي يدخل النار لكن لا يخلد فيها، و سمعت السيد (ص) يقول: بأن الشيعي لا يدخل النار أبدا بل يعذب في الدنيا بسبب ذنوبه وعند الإحتضار وفي البرزخ حتى لا يدخل النار.
وردت روايات تشير الى عدم دخول المؤمن النار، منها: أولاً: في الكافي للشيخ الكليني 2 / 385 قال: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): يدخل النار مؤمن؟ قال: لا والله، قلت: فما يدخلها إلا كافر؟ قال: لا إلا من شاء الله، فلما رددت عليه مرارا قال لي: أي زرارة إني أقول: لا وأقول: إلا من شاء الله وأنت تقول: لا ولا تقول: إلا من شاء الله. ثانياً: في معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص 241 قال: حدثنا أبي - رحمه الله - بسنده عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لن يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، ولا يدخل النار عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان. قلت: جعلت فداك إن الرجل ليلبس الثوب أو يركب الدابة فيكاد يعرف منه الكبر. قال: ليس بذاك إنما الكبر إنكار الحق، والايمان الاقرار بالحق. ثالثاً: في روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 100 قال: معاشر الناس: ان عليا قسيم النار لا يدخل النار ولي له، ولا ينجوا منها عدو له. إنه قسيم الجنة لا يدخلها عدو له، ولا يزحزح عنها ولى له. رابعاً: في الأمالي للشيخ الطوسي ص 295 قال: وبالاسناد، قال: دخل سماعة بن مهران على الصادق (عليه السلام)، فقال له: يا سماعة، من شر الناس؟ قال: نحن يا بن رسول الله. قال: فغضب حتى احمرت وجنتاه، ثم استوى جالسا، وكان متكئا، فقال: يا سماعة، من شر الناس؟ فقلت: والله ما كذبتك يا بن رسول الله، نحن شر الناس عند الناس، لأنهم سمونا كفارا ورفضة، فنظر إلي ثم قال: كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنة، وسيق بهم إلى النار، فينظرون إليكم فيقولون. " ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار) يا سماعة بن مهران، إنه والله من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنشفع، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال، والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد، فتنافسوا في الدرجات واكمدوا عدوكم بالورع. خامساً: في الفصول المهمة في أصول الأئمة للحر العاملي 1 / 376 قال: وفي عيون الأخبار، بإسناده عن الرضا (عليه السلام) في كتاب طويل كتبه إلى المأمون قال: إن الله لا يدخل النار مؤمنا وقد وعده الجنة ولا يخرج من النار كافرا وقد أوعده النار والخلود فيها، ومذنبوا أهل التوحيد يدخلون النار ويخرجون منها والشفاعة جائزة لهم. ورسوله، وولايتنا أهل البيت فتمسه [ النار ] أبدا. قال ذلك ثلاثا. والمقصود بالرواية وإن أطلق لفظ المؤمن بها أنه المؤمن المتّقي الورع لا الذي يشوب إيمانه بالكبائر فهذا بمشيئة الله يمكن أن يدخله النار تأديباً فقد ورد في كتاب سليم بن قيس لسليم بن قيس الهلالي الكوفي ص 172 قال: فقلت: أصلحك الله، أيدخل النار المؤمن العارف الداعي؟ قال عليه السلام: لا. قلت: أفيدخل الجنة من لا يعرف إمامه؟ قال عليه السلام: لا، إلا أن يشاء الله. قلت: أيدخل الجنة كافر أو مشرك؟ قال: لا يدخل النار إلا كافر، إلا أن يشاء الله. قلت: أصلحك الله، فمن لقي الله مؤمنا عارفا بإمامه مطيعا له، أمن أهل الجنة هو؟ قال: نعم إذا لقي الله وهو مؤمن من الذين قال الله عز وجل: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )) (البقرة:25)، (( الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ )) (البقرة:62)، (( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَم يَلبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلمٍ )) (الأنعام:82). قلت: فمن لقي الله منهم على الكبائر؟ قال: هو في مشيته، إن عذبه فبذنبه وإن تجاوز عنه فبرحمته. قلت: فيدخله النار وهو مؤمن؟ قال: نعم بذنبه، لأنه ليس من المؤمنين الذين عنى الله (أنه ولي المؤمنين)، لأن الذين عنى الله (أنه لهم ولي) و (أنه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، هم المؤمنون (الذين يتقون الله والذين عملوا الصالحات والذين لم يلبسوا إيمانهم بظلم). وقد ورد أنّ الذي يموت على المعصية الكبيرة خارج من الإيمان وإن بقي إسلامه فهو يعذب بالنار؛ لأجلها ففي الكافي للشيخ الكليني 2 / 285 عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يرتكب الكبيرة من الكبائر فيموت، هل يخرج ذلك من الاسلام وإن عذب كان عذابه كعذاب المشركين أم له مدة وانقطاع؟ فقال: من ارتكب كبيرة من الكبائر فزعم أنها حلال أخرجه ذلك من الاسلام و عذب أشد العذاب وإن كان معترفا أنه أذنب ومات عليه أخرجه من الايمان ولم يخرجه من الاسلام وكان عذابه أهون من عذاب الأول. وبالنتيجة أنّ المؤمن الذي لا يدخل النار يراد به المؤمن الكامل أو الذي لم يرتفع إيمانه لموته على كبيرة من الكبائر، فالذي لا تمسه النار المؤمن الذي يختم له بالايمان في اخر حياته، واما الذي يسلب الايمان فيحاسب بها. وعليه فيمكن الجمع بين قولي السيدين المذكورين بأنّ الأوّل يقصد المؤمن عموماً، بينما الثاني يقصد المؤمن المتقي.