علي أسامة ( 16 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

السلام عليكم سورة الواقعة

ما تفسير الآيات من ﴿فاذا بلغت الحلقوم﴾ الى نهاية السورة


عليكم السلام الكلام في تفسير هذه السوره طويل ولكن نذكر لكم بعض تفسيرات الايات ثم نرشدكم الى المصادر للزيادة و التفصيل : من اللحظات الحساسة التي تقلق الإنسان دائما هي لحظة الاحتضار ونهاية العمر، في تلك اللحظة يكون كل شئ قد إنتهى، وقد جلس أهله وأحباؤه ينظرون إليه بيأس كشمعة قد إنتهى أمدها وستنطفئ رويدا رويدا، حيث يودع الحياة دون أن يستطيع أحد أن يمد إليه يد العون. نعم، إن الضعف التام للإنسان يتجسد في تلك اللحظات الحساسة ليس في العصور القديمة فحسب بل حتى في عالمنا المعاصر، فمع توفر جميع الإمكانات الطبية والفنية والوسائل العلاجية فإن الضعف يتجلى في ساعة الاحتضار. وتكملة لأبحاث المعاد والرد على المنكرين والمكذبين فإن القرآن الكريم يرسم لنا صورة معبرة ومجسدة لهذه اللحظات حيث يقول سبحانه: فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ولا تستطيعون عمل شئ من أجله والمخاطبون هنا هم أقارب المحتضر الذين ينظرون إلى حالته في ساعة الاحتضار من جهة، ويلاحظون ضعفه وعجزه من جهة ثانية، وتتجلى لهم قدرة الله تعالى على كل شئ، حيث أن الموت والحياة بيده، وأنهم - أي أقاربه - سيلاقون نفس المصير ثم يضيف سبحانه ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون. نعم، نحن الذين نعلم بصورة جيدة ما الذي يجول في خواطر المحتضر؟ وما هي الإزعاجات التي تعتريه؟ نحن الذين أصدرنا أمرنا بقبض روحه في وقت معين، إنكم تلاحظون ظاهر حاله فقط، ولا تعلمون كيفية انتقال روحه من هذه الدار إلى الدار الآخرة، وطبيعة المخاضات الصعبة التي يعيشها في هذه اللحظة. وبناء على هذا فالمقصود من الآية هو: قرب الله عز وجل من الشخص المحتضر، بالرغم من أن البعض إحتمل المقصود بالقرب (ملائكة قبض الروح) إلا أن التفسير الأول منسجم مع ظاهر الآية أكثر. وعلى كل حال فإن الله سبحانه ليس في هذه اللحظات أقرب إلينا من كل أحد، بل هو في كل وقت كذلك، بل هو أقرب إلينا حتى من أنفسنا، بالرغم من أننا بعيدون عنه نتيجة غفلتنا وعدم وعينا، ولكن هذا المعنى في لحظة الاحتضار يتجلى أكثر من أي وقت آخر. ثم للتأكيد الأشد في توضيح هذه الحقيقة يضيف تعالى: فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين. إن ضعفكم هذا دليل أيضا على أن مالك الموت والحياة واحد، وأن الجزاء بيده، وهو الذي يحي ويميت.… يرجع للزيادة كتاب تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - ص ١٣٨ وما بعدها كتاب الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٧ - ص ٥٠٦ وما بعدها كتاب تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي - ج ٥ - ص ٢٢٧ وما بعدها كتاب تفسير الرازي - الرازي - ج ٢٩ - ص ١٩٨ وما بعدها التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - ص ٥١٢ وما بعدها

4