انكم تأتون بالبراء من أعداء آل البيت, من هم أولا اعداء آل البيت؟
من رواياتكم قال أمير المؤمنين: (لو ميزت شيعتي لما وجدتـهم إلا واصفة، ولو امتحنتهم لما وجدتـهم إلا مرتدين، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد) (الكافي/الروضة 8/338).
وقال أمير المؤمنين: (يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة جرت والله ندماً وأعقبت صدماً.. قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجرعتموني نغب التهام أنفاساً، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان، حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب، ولكن لا رأي لمن لا يطاع) (نـهج البلاغة 70، 71).
وقال لهم موبخاً: منيت بكم بثلاث، واثنتين: (صم ذوو أسماع، وبكم ذوو كلام، وعمي ذوو أبصار، لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء.. قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قبلها) (نـهج البلاغة 142).
قال لهم ذلك بسبب تخاذلهم وغدرهم بأمير المؤمنين u وله فيهم كلام كثير.
وقال الإمام الحسين في دعائه على شيعته: (اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنـهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا) (الإرشاد للمفيد 241).
وقد خاطبهم مرة أخرى ودعا عليهم، فكان مما قال: (لكنكم استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدبا، وتـهافتم كتهافت الفراش، ثم نقضتموها، سفهاً وبعداً وسحقاً لطواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب، ثم انتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلوننا، ألا لعنة الله على الظالمين) (الاحتجاج 2/24).
وهذه النصوص تبين لنا من هم قتلة الحسين الحقيقيون، إنـهم شيعته أهل الكوفة، أي أجدادكم، فلماذا نحملون أهل السنة مسؤولية مقتل الحسين؟!
ولهذا قال السيد محسن الأمين: (بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، وقتلوه) (أعيان الشيعة/القسم الأول 34).
وقال الحسن: (أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء يزعمون أنـهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به من دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً، ووالله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير) (الاحتجاج 2/10).
وقال الإمام زين العابدين لأهل الكوفة: (هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ثم قاتلتموه وخذلتموه.. بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول لكم: قاتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي) (الاحتجاج 2/32).
وقال أيضاً عنهم: (إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم؟) (الاحتجاج 2/29).
وقال الباقر: (لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم بنا شكاكاً والربع الآخر أحمق) (رجال الكشي 79).
وقال الصادق: (أما والله لو أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثاً) (أصول الكافي 1/496).
وقالت فاطمة الصغرى عليها السلام في خطبة لها في أهل الكوفة:
(يا أهل الكوفة، يا أهل الغدر والمكر والخيلاء، إنا أهل البيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسناً.. فكفرتمونا وكذبتمونا ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نـهباً.. كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت.. تباً لكم فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم.. ويذيق بعضكم بأس ما تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين. تباً لكم يأهل الكوفة، كم قرأت لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب وجدي، وبنيه وعترته الطيبين.
فرد عليها أحد أهل الكوفة مفتخراً فقال: نحن قتلنا علياً وبني علي ***** بسيوف هندية ورماحِ
وسبينا نساءهم سبي تركٍ ***** ونطحناهمُ فأيُّ نطاحِ (الاحتجاج 2/28) وقالت زينب بنت أمير المؤمنين صلوات الله عليها لأهل الكوفة تقريعاً لهم: (أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر والخذل.. إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، هل فيكم إلا الصلف والعجب والشنف والكذب.. أتبكون أخي؟! أجل والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فقد ابليتم بعارها.. وانى ترخصون قتل سليل خاتم النبوة..) (الاحتجاج 2/29-30).
إن أهل البيت عليهم السلام دعوا على شيعتهم ووصفوهم بأنـهم طواغيت هذه الأمة, ثم زادوا على تلك بقولهم: ألا لعنة الله على الظالمين ولهذا جاؤوا إلى أبي عبد الله, فقالوا له: (إنا قد نبزنا نبزاً أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا، واستحلت له الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: الرافضة؟ قالوا: نعم، فقال: لا والله ما هم سموكم.. ولكن الله سماكم به) (الكافي 5/34).
فأجيبوا عن هذه الروايات هداكم الله
الأخ محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن نقف حيارى مما ذكرت واستدللت عليه!! فإذا كان علي (ع) وأبناؤه يصرحون بأن من كان في زمنهم يتبعهم أكثرهم ليسوا لهم بشيعة، تأتي أنت وتقول بل كانوا شيعة شيعة شيعة رضيت يا علي بذلك أم لم ترضَ.
وأكثر من ذلك تقول أن شيعة اليوم هم أولاد أولئك الذين قصروا وارتدوا عن اتباع أهل البيت (عليهم السلام) ووبخهم الأئمة (عليهم السلام) فهم مثل آبائهم وليس من دليل إلا أنهم أبنائهم على الفرض، لأنهم في نفس المكان الذي كانوا فيه، يا الله لهذه العقول الساذجة!
بل تقول إن الإمام الحسين (ع) دعا على شيعته، وتقصد من لفظة (شيعته) الذين قاتلوه، فهل يعقل هذا فهو كما لو قال القائل أن رسول الله (ص) دعا على أمته أو دعا على المسلمين عندما دعا على جيش قريش في بدر، لأن أولاد أولئك اليوم كلهم مسلمون، فهل يوجد ضحك على الذقون أكثر من هذا؟!
ولعمر الله ان معاوية كان يضحك على أتباعه بأمتن وأدق من هذا، فعندما قتل عمار اضطرب أهل الشام فقال معاوية إنما قتله الذي جاء به ورماه بين رماحنا فاجابه علي (ع) بأنه على مدعى معاوية يكون رسول الله(ص) هو الذي قتل حمزة, ولا يخفى عليك التشبيه بقتل عمار بحمزة فإن القاتل هو هو كان هناك الأب وهنا الابن.
ونحن لنعجب من حشوك بين الروايات عبارات تقول فيها (أن أهل البيت (ع) دعوا على شيعتهم ووصفوهم بأنهم طواغيت الأمة) مع أن مثل هذه العبارات جاءت من قلمك وتحميل الروايات على أنها تقصد الشيعة ظهرت من تهمتك لهم، فاين الاستدلال من ضمن الروايات، إلا أن تقول أن الخطاب كان لأهل الكوفة مثلاً وبما أن الكوفة اليوم يسكنها الشيعة لابد أن تكون كذلك بالأمس!!
أو استدلالك بقول الباقر (ع) (لو كان الناس كلهم لنا شيعة ... المزید.الخ) فكأنك لم تقرأ قيد الناس (كلهم)، فإن الناس كلهم ليسوا أهلاً لأن يكونوا شيعة حقيقين للأئمة (ع) ومثلهم مثل من ادعى أتباع علي (ع) من أهل العراق ثم تقاعسوا عن الحرب.
ودمتم في رعاية الله