سلام عليكم
أنا بنت مؤمنة وأخاف الله كثيراً، بدأت أتغير فبعض الأحيان أصلي وبعضها لا، كنت اقرأ القرآن واختمه والآن بعيدة عن الله.
أرجو منك أن تدعو لي بأن يهديني الله لأني أحب رب العالمين ولا أريد أن أعصيه وكل يوم أبكي لأني لا أريد أصبح بعيدة عن الله.
حتى في أحلامي أرى يوم القيامة وأني أريد أن أغرق في بحر وأسمع كلاماً يقول: لا أحد لك غير الله لا أم ولا أب.
أرجو الدعاء لي بالهداية والعودة إلى الله وأن يبعد وساوس الشيطان مني.
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، غفر الله لك وطهرّك من كل شك وشبهة وريبة ووهم، وأبعد عنك وساوس النفس الأمارة بالسوء وتسويلات الشيطان، ورزقك القوة والصلابة في الإرادة.
أيتها الطيبة، يا من غرقت في الوهم، رغم نداء الحق يصدح لها عالياً أن أقبلي على الله، ويا من حارت في أمرها رغم سطوع الحق والحقيقة أمامها جليّة، أنت أوقعتي نفسك وبيدك الخلاص ممّا أنتِ فيه، فقولي بحول الله وقوته وانهضي بقوة عزم لصناعة نفسك التي أحبها المولى سبحانه.
يا غالية على أهل البيت (عليهم السلام)، يمكن أن نسطر بعض النقاط النافعة في شأنكم، وهي خط عام للجميع، وينتفع بها أيّما انتفاع من سار بدقة عليها، وهو أن نقول:
١- عليكم أن تجلسوا مع النفس جلسة محاسب وناصح ومدقق لها ومحقق معها، فيقول للنفس؛ يا نفسي، أنتِ على يقينٍ أنّ الدنيا إلى زوال، وإلى فناء وتبدّل الأحوال من حال إلى حال، وتعلمين أنّ الحب والحياة والخير وكل جمال هو بالكون مع الله تعالى، فلماذا تختارين غيره؟!
ومن مثل هكذا خطاب تلقّن عليه النفس حتى تجد في النفس الطواعية والإقرار والإيقان من الداخل.
٢- والخطوة الثانية التي تتخذوها مع النفس، هو عليكم أن تقرّوا محبة الله تعالى في نفوسكم، يعني يكون العمل على تثبيت وتفعيل محبة الله تعالى في النفس، مثلاً تنظروا إلى كم له من نعم عظيمة عليكم وما قدّمه لكم من عنايات وألطاف، وكم بعث لكم من رسائل حب ولطف وأراد منكم أن تقرأوها، وكم له من تحنن معكم، وكم دفع عنكم من السوء والأمور المؤلمة وما شابه ذلك، وترديد مثل ذلك مع النفس يومياً يوقظ في النفس محبة الله تعالى، ويزيد من الارتباط به، كما أنه باب من أبواب معرفته تعالى.
٣- لتكن لكم جلسات خاصة من المناجاة مع الله تعالى وأهل البيت (عليهم السلام)، وهذا العمل كبير وجميل في بعث الحياة في الروح وتزويدها بالطاقة الإيجابية العالية، وشحن الروح بالمعنوية لتتذوق طعم الإلتذاذ بالمناجاة مع الجميل المطلق.
٤- عليكم بالتوبة والاستغفار المستمر، والعزيمة الصادقة والقوية في الحفاظ على التوبة وعدم المعصية، أو كسر التوبة، فلو انكسرت التوبة عليكم بالرجوع من جديد إليها، وتجديدها.
٥- لتكن لكم جلسات معرفية في قراءة قصص الأنبياء والصالحين والأئمة والشهداء والعرفاء والعلماء، وأصحاب المقامات العالية، فإن هذا العمل يعطي غذاءً كبيراً للنفس ويزيد من وعيها وطاقتها المعنوية، وتنفع سيرتهم في الاقتداء والاهتداء بها.
٦- عليكم بمحاربة التسويف والكسل والغفلة والهوى والمعاصي، وكثرة الجلوس على النت، وتأخير الصلوات، وكل ما يمكن أن يفسد عليكم روحانيتكم وتدينكم.
٧- يقول العلماء بعد قول النبي وأهل البيت وقول الله تعالى، أن الجمال والحياة والخير وكل شيء موجود في الصلاة، فمن صلاها بمثل ما يريد الله تعالى كان له من الكرامة والروحية والجمال والنورانية وغير ذلك ما لا يرصف عظمة وبهاءاً وكمالاً.
٨- للإبعاد عن الضجر والحزن ينفع في ذلك الصديق الصالح والمسانخ ومن نفس جنسكم، لأن أرواح المؤمنين تأنس ببعضها البعض.
والحمد لله وحده الغني عن كل شيء.
ودمتم موفقين