فاطمة السنية
منذ 4 سنوات

 لفظ الشيعة في اللّغة

ارجو منكم الرد علي فورا يا شيعة: سئل الامام مالك عن الشيعة فقال: (لا تكلمهم ولا ترو عنهم فانهم يكذبون). وقال الشافعي: (ما رأيت أهل الأهواء قوم أشهد بالزور من الرافضة). وقال شيخ الاسلام: (لا توجد فرقة تقدس الكذب سوى الرافضة).


الأخت فاطمة المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مهلاً أيتها الأخت، فان البحث عن الحقائق لا يؤخذ هكذا، ولا يكون بالحكم على الأشياء سلفاً دون الاعتماد على تقصي الوقائع، ودون اللجوء إلى استماع الأقاويل وتقليد الآخرين في حكمهم، فان الله، غداً سائلنا عن كل ما نقوله، فماذا نعتذر غداً إذا لم نملك حجةً نعتذر بها عند الله، قال تعالى: (( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا )) (الاسراء:36)، فنحن مسؤولون عن كل صغيرة وكبيرة، عن ظلمنا لشخص واحد، فكيف بظلمنا لطائفة من المسلمين ؟! وعلى كل حال نقول: علينا أن نبحث أولاً عن نشوء مصطلح الرافضة ومن هم ؟ فاعلمي اختنا العزيزة - نوّر الله لك الحقائق - أن مصطلح الرافضة غير واضح نشوئه، وتسمية أية طائفة من الناس بهذا المصطلح، إلاّ أن دعوى المؤرخين إنه نشأ منذ ثورة زيد بن علي على مجموعة رفضوه بعد أن سألوه عن الشيخين فقال أنا أتولى الشيخان فقالوا نرفضك إذن ثم اعتزلوه فأطلقوا عليهم الرافضة، فهل هؤلاء هم الشيعة المقصودون؟ ان الوقائع التاريخية وروايات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تكذّب الحادثة، فان أتباع الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام) لم يخرجوا مع زيد بن علي ولم يشتركوا في ثورته وذلك لنهي الإمام(ع) لهم بالخروج، ذلك لأن الإمام لم ير جدوى خروج زيد على الأمويين لمعرفته النتيجة سلفاً، فزيد لا يمتلك مقومات الثورة بشكل كاف، والأمويون لا يرقبون في من خرج عليهم إلاّ ولا ذمة، فهم أناس لا يهمهم سوى الحكم فأي خروج عليهم سيرتكبون من خلاله أبشع المجازر، لذا رأى الإمام (عليه السلام) عدم جدوى الخروج عليهم طالما لم تكن هناك قوة فعلية تقف أمام الأمويين لتحقق النصر المحتوم . هكذا كان موقف الإمام الصادق (عليه السلام) متحفظاً من الخروج مع زيد . وطبيعي أن ينعكس هذا الموقف على شيعة الإمام الصادق (عليه السلام) وأتباعه، لذا فهم اتخذوا موقفاً آخر من ثورة زيد وهو عدم المشاركة معه في الخروج، إلاّ أنه لا يعني ذلك عدم مشروعية ثورة زيد، فان الإمام (عليه السلام) بكى عليه وترحم، وهذا لا يعني حث شيعته على الخروج، فزيد بن علي يتفق مع الإمام الصادق (عليه السلام) في وجوب الخروج على هؤلاء إلاّ أنه لا يرى حتمية الخروج عليهم الآن دون الالتفات إلى توقع النتائج السلبية التي ستؤول إليه حركته، وهكذا لم يشترك من شيعة الإمام الصادق (عليه السلام) أحد إلاّ سليمان بن خالد المسمى بالأقطع لأنه قطعت يده في واقعة زيد، فاعتذر من الإمام (عليه السلام) على خروجه لنهي الإمام (عليه السلام) عن ذلك مسبقاً . هذا الأمر يرفض الانسجام مع دعوى أن الذين أطلق عليهم الرافضة هم الشيعة لأنهم رفضوا زيد بن علي بعد أن سألوه عن موقفه من الشيخين، ونحن نشكك في صحة هذه القضية ونلغي احتمال وقوعها لما ذكرناه من السبب الآنف . فاصطلاح الرافضة ليس من الضروري أن يطلق على الشيعة إلاّ أن الأنظمة السياسية عززت من فكرة استخدام هذا المصطلح على الشيعة وقلدهم الآخرون في ذلك فأطلقوا هذا المصطلح على كل شيعي . من هنا نشكك في دعوى انتساب هذا المصطلح إلى التشيع، ومنه يمكننا إلغاء كل ما تدعينه في حق شيعة أهل البيت (عليهم السلام) وتنسبين أقوال هؤلاء العلماء في حقهم وهذا الكلام يؤيده ما قاله الإمام الشافعي : إذا نحن فضلنا علياً فإننا ***** روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل وقال كذلك : إذا في مجلس ذكروا علياً ***** وسبطيه فاطمة الزكية يقال تجاوزوا يا قوم هذا ***** فهذا من حديث الرافضية برئت إلى المهيمن من أناس ***** يرون الرفض حب الفاطمية وقال كذلك : قالوا ترفضت قلت : كلا ***** مالرفض ديني ولا اعتقادي لكن توليت غير شكف ***** خير إمام وخير هادي إن كان حب الولي رفضاً ***** فإنني أرفض العباد (تراجع هذه الأبيات والتي قبلها كتاب الإمام محمّد بن إدريس الشافعي للدكتور مصطفى الشكعة ص 54 وما بعدها طبعة دار الكتاب اللبناني بيروت) . وهكذا فرّق الإمام الشافعي بين مصطلح التشيع الذي هو ولاء علي وأولاده (عليهم السلام) وبين مصطلح الرافضة الذي أطلقه النظام السياسي الحاكم على معارضيه . ومن هنا فان الذي تذكرينه عن الإمام الشافعي لا يستقيم . أما ما تذكرينه عن الإمام مالك في حق الشيعة، فلم يثبت في مصدر يعوّل عليه ولم تذكرين لنا المصدر الذي تأخذين هذا القول عنه. وحاشا لمالك أن ينسب هذا الكلام لشيعة أهل البيت (عليهم السلام) ! كيف وقد كان الإمام مالك يتلمذ على الإمام الصادق (عليه السلام). قال الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه (الإمام مالك بن أنس ص 27): «ومن الشيوخ الذين أخذ عنهم مالك وتأثر بهم في سلوكه الإمام جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين وهو المعروف بجعفر الصادق ... »، فكيف يتهم بعد ذلك شيعة جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) بالكذب ؟ فهل هذا إلا تناقض ؟!! واعلمي أن الشيعة لم يضعوا الحديث ولم يكذبوا فيه، فانهم كانوا تحت رقابة مشددة من التعديلات الرجالية التي كان الرجاليون يترقبون كل من وضع الحديث أو كذب فيه فيسقطونه عن الاعتبار، وكانوا يتحرجون في ذلك أشد التحرج، ولو كان قد صدر منهم كذبٌ في حديث لوجدت أن الأنظمة الحاكمة قد جعلت ذلك ذريعة للتشهير بهم ومحاربتهم بحجة وضع الحديث وكذبهم فيه . الا انا نعلمك أن آفة وضع الحديث قد امتاز بها غير الشيعة! وشهد لذلك ابن حجر الهيثمي وغيره لهذه المشكلة فقال : وقد اغتر قوم من الجهلة فوضعوا أحاديث الترغيب والترهيب وقالوا : نحن لم نكذب عليه (أي على رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلّم» ) بل فعلنا ذلك لتأييد شريعته . (فتح الباري : 161:1) . وكان أحمد بن محمّد الفقيه المروزي من أصلب أهل زمانه في السنة، وأكثرهم مدافعة عنها، ويحقّر كل من خالفها، وكان مع ذلك يضع الحديث ويقبله . وأخرج البخاري في (التاريخ الأوسط) عن عمر بن صبيح بن عمران التميمي (وهو من رواة أهل السنة) أنه قال : أنا وضعت خطبة النبي، وأخرج الحاكم في المدخل بسنده إلى أبي عمار المروزي أنه قيل لأبي عصمة : من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة، وليس عند أصحاب عكرمة هذا ؟ فقال : إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي ابن إسحاق فوصفت هذا الحديث حسبة . (أضواء على السنة المحمدية : 138) . وهكذا فإن الوضع لم يكن عند الشيعة كما تذكرين، بل هؤلاء علماء أهل السنة يعترفون بمشكلة الوضع عند رواة أهل السنة وهي مشكلة تعم الكثير من الأحاديث. وعليك أيتها الأخت متابعة الموضوع من مصادره ليتبين لك الحق والواقع . نسأل الله تعالى أن يكشف لك الكثير من الحقائق لتقفين بنفسك على كثير من الأمور . ودمتم سالمين

4