logo-img
السیاسات و الشروط
( 21 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

عذاب جهنم رحمة بالعباد

ما تفسير قوله تعالى : { لابثين فيها احقابا } وهل حقا أن بعضا من اهل النار يبقون عددا من السنين في جهنم ثم بعدها يدخلون للجنة؟ لأن أخي يقول أن أصحاب النار لا يبقون في النار أبدا بل تمر سنوات بقوله أن احقابا هي المدة محددة التي يبقى فيها الكفار ثم يخرجون من النار ويدخلون الجنة هل هذا صحيح؟ لأن أخي مقتنع جدا بهذا التفسير ويقول ان الله غفور رحيم وسيغفر لكل العباد حتى الكفار في النار بعدما يتقلون جزائهم ويقول أن هناك من كان جاهلا وقد دخل النار بسبب من اظلوه وهو نادم لهذا يجب على الله أن يدخله الجنة لأنه لم يكن يعرف ما هو الإيمان في الدنيا وأن كان صحيح فلماذا شدّد الله سبحانه وتعالى على الجنة والنار واخبرنا بثواب المؤمنين وعقاب الظالمين أن كان سيخرج أهل النار من النار بعد فترة من الزمن؟ أرجو أن يكون التفسير واضحا لأني أريد أن أخبر أخي بما هو صحيح ويبتعد عن التفاسير المختلفة وشكرا جزيلا


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب عندنا وقفتان مع سؤالكم: الاولى مع الاية الشريفة ومعنى الاحقاب الثانية: هل اهل النار جميعا خالدون فيها اما الوقفة الاولى: (الأحقاب جمع الحقبة وهي مدّة مبهمة من الزمن أو بلا نهاية، فالأحقاب تكون بمعنى الأزمنة الكثيرة والدهور الطويلة من غير تحديد ، وبهذا المعنى تدلّ الآية على الخلود . ثمّ إنّه قد ورد في بعض الأخبار والأقوال تحديد الحقب من الزمن بأربعين أو ستّين أو ثمانين سنة ـ من سنين الاخرة الذي يكون (اليوم) فيها (كألف سنة ممّا تعدّون) ـ فان ثبت هذا المعنى فتكون الآية بمثابة الآية ((خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض ... المزید )) [ هود : 107] إشارة كنائية إلى الديمومة والأبديّة ـ إذ أنّ السماوات أو الأرض لا خلود لهما البتةً ـ . نعم، جاء في تفسير العيّاشي أنّ هذه الآية نزلت في الذين يخرجون من النار ـ لا الخالدين فيها ـ فان قلنا بهذا التفسير فهو مذكور في بعض الآيات الأخر مثل (( قال النّار مثواكم خالدين فيها إلاّ ما شاء الله)) [ الأنعام : 128] ؛ والعلم عند الله تعالى) (منقول من مركز الابحاث العقائدية). ااما الوقفة الثانية: انه مما لا ريب فيه وجود الخلد في النار لبعض الطوائف من الناس وقد دلت على ذلك الكثير من الايات الشريفة منها ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ * خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ))(سورة البقرة، آية 161-162) وهذا الخلد في جهنم انما كان لأجل انهم كفروا وماتوا وهم مصرون على الكفر بعد ان قامت عليهم الحجة وبلغهم الرسل بالحق لا انهم كانو يجهلون ولا يعلمون الحق حاشا لله ان يعذبهم (( وَ ما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً))(سورة الإسراء، آية 15) فاشكال اخيك في محله ولا يمكن ان يعذب الله من كان جاهلا بالحق جهلا يعذر به هذا من جهة ومن جهة اخرى ليس كل من يدخل العذاب يخلد فيه ابدا ما قلنا هكذا بل البعض يعذب فترة من الزمن ويخرج إلى الجنان بل بعضهم قبل ان ينهي المدة المحددة في حقه يخرجهم الله تعالى بشفاعة الشافعين ويخرجون من العذاب إلى جنان الخلد وكل هذا لأجل ان ينقى الانسان من الارجاس التي اكتسبها هو باختياره في دار الدنيا فهذه العقوبة في الحقيقة رحمة لهؤلاء كما لو صدر من الابن فعل قبيح فتجد الاب يعاقبه بالضرب فهذا الضرب ليس كرها بولده ابدا وانما هو حب له كي يؤدبه ويخلصه من هكذا تصرفات سيئة فكذلك رب الرحمة فانه لا يبغض عبده قط وهو ارحم علينا من امهاتنا وانما يعاقب المذنب تأديبا له كي يخلصه مما علق فيه من اختياره السيء فالله تعالى مادام امكن ان يتطهر العبد من بعض الخبث في نفسه فان الله عز وجل يدخل هذا الانسان دورة تأديبية تؤهله ان يكون في الجنان وبعد انتهاء هذه الدورة يدخل الجنة خالدا فيها. واما الاشخاص الذين خبثت نفوسهم بكل نفسه بحيث لاتنفعه اي حالة تأديب فهكذا انسان يكون خالدا في العذاب وهذا نجده نحن بنو الانسان في بعض احكامنا الوضعية فبعض الاشخاص يحكم عليه بالسجن المؤبد وما هذا الا ان هذا الشخص وصل خبث نفسه إلى درجة لا يمكن معها الاصلاح بخلاف بعض الجرائم فانه يحكم عليه بالسجن لبعض السنين ويخرج وما هذا الا ان جرمه وتلوث نفسه يمكن علاجه بهذه السنين من العذاب. اطلت قليلا ولكن هذه التفاصيل قليل من عرفها وفهمها نسال الله تعالى ان يعصمنا من الزلل وان يدخلنا الجنة بغير حساب بجوار نبيه واله الطاهرين. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

2