logo-img
السیاسات و الشروط
مجهول ( 23 سنة ) - العراق
منذ سنة

التصرف مع انتقاد الآخرين

السلام عليكم أنا شابة نشأت وسط عائلة ملتزمة بالفرائض وبعض المستحبات، ولكن فيها بعض الأمور كالغيبة وسماع الأغاني ووضع المكياج، فقد كنت أضع المكياج الكثير وارتكب الغيبة والنميمة، والآن وبفضل من الله تعالى بدأت أتقرب إليه وأحاول أن أبتعد عن الغيبة وقللت المكياج كثيراً وإن شاء الله أنهيه تماماً. لكن اواجه بعض الانتقادات من الأهل مثل أني أبدو شاحبة مع الحجاب بدون المساحيق السابقة وكذلك صديقتي تقول بأني بدأت أشعرها بتأنيب الضمير، وأنا أقاوم وسط هذه الانتقادات التي تأتيني حتى من أمي. نصيحتكم لي مع الشكر


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في شؤون الأسرة اعلمي -ابنتي الكريمة- أنَّ من نعم الله تعالى على العبد أن يبصره عيوب نفسه ويوفقه للتوبة والابتعاد عما حرم الله تعالى ونهى عنه، فبارك الله فيكِ وثبتكِ على الطريق المستقيم. ابنتي الكريمة، لا يهمك من ينتقدون أو يسيئون مادمتِ قد أرضيت ربكِ سبحانه وتعالى فأنتِ قد انقذتِ نفسكِ من الذنوب التي تؤدي بصاحبها إلى العذاب الخالد في نار الاخرة، وأعلمي أنَّ الله تعالى أحرص على عبده من أمه وأبيه ومن كل أحد والجدير بالعبد حينها أن لا يلتفت لكلام أي أحد إلا لكلام من يسعى لتحقيق صلاحه وخيره وهو الخالق (جلَّ وعلا). لاحظي -ابنتي المباركة- قول الله تعالى: ﴿وَاللَّـهُ يَدْعُوا إِلى‏ دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (يونس: ٢٥)، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ﴾ ( فاطر: ٦). لاحظي أنَّ هناك دعوتان توجهان إلى الإنسان في هذه الدنيا: دعوة من الله تعالى تدعو الإنسان إلى دار السلام وتحقق له السعادة والنعيم الأبدي في الاخرة والاستقامة والصلاح في الدنيا، ودعوة أخرى من الشيطان الذي هو عدو للانسان تدعو الإنسان للوصول للخسران الكبير في الآخرة وأن يكون من أصحاب السعير، إنَّ ظاهر هذه الدعوة تحقيق سعادة ولذة وأنس وشهوة في الدنيا لكنَّ حقيقتها الوصول بالإنسان إلى عذاب السعير، وعلى العاقل أن يختار لنفسه، فهل يختار طريق الشقاء والعذاب الدائم أم يختار طريق السعادة الأبدية ومجاورة الصالحين يوم القيامة؟!! ابنتي الكريمة، لا تهتمي أبداً لكلام الآخرين وإنتقادهم لكِ فإنك لم تفعلي غير الصواب وأثبتي على هذا الطريق وأستغفري الله على ما مضى وأعتزي بايمانكِ والتزامكِ وتوبتكِ وحاولي أن تُنَّمي هذه الحالة التي أنتِ فيها وأن تتخلصي من كل أمر يحول بينكِ وبين نيل عفو الله وإحسانه إليكِ واطلبي منه دوماً التوفيق والرضا وأن يثبتكِ على طريق الاستقامة والصلاح، وفي نفس الوقت قومي بدعوة الآخرين إلى نبذ ما هم عليه من فعل المعاصي والذنوب كالغيبة والنميمة والزينة المحرمة وعدم الالتزام بالحجاب الشرعي. فكوني أنتِ من ينتقد الآخرين على ما هم فيه من المعصية. وفقكِ الله وهداك وثبتكِ على الطريق المستقيم.

3