السلام عليكم
والدي غالباً يمن علينا بالمصروف، ويؤذي أمي ويطلب منها المال ولا يحب أن يتولى نفقاتنا ونفقات المنزل.
في يوم من الأيام دخلت معه بجدال فبدأ بتنكيلي بالكلام، وهو يفعل ذلك مع أغلب أخوتي، يؤذيهم نفسياً، فقلت له أنني أفضل منكم جميعاً، وهو الآن غاضب لأنني دافعت عن نفسي، في هذه الحالة غضبه صحيح؟
مع العلم هو شخص مؤذي اتعبني منذ الطفولة.
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، سوء تصرف والدك لا يعطيك الحق في الإساءة إليه، فالأبناء مأمورون من قبل الشريعة المقدسة ببر الوالدين والاحسان إليهما، ونذكرك بقوله تعالى: ﴿وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (٢٤)﴾ (سورة الاسراء).
وقد جاء في تفسير الاية الكريمة عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إن أضجراك فلا تقل لهما: أف، ولا تنهرهما إن ضرباك".
وفي بيانه لمعنى الآية الكريمة (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) قال (عليه السلام): "لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدم قدامهما".
وعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): "من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة".
وروي عن الإمام الباقر (عليه السلام): "ثلاث لم يجعل الله (عزَّ وجلَّ) لأحد فيهن رخصة: أداء الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين".
واعلمي -ابنتي الكريمة- أنّ للمعاشرة الحسنة مع الوالدين بركات وآثار في الدنيا والآخرة من حيث يحتسب المرء ومن حيث لا يحتسب، كما أنّ للمعاشرة السيّئة آثار سلبيّة سحيقة فيهما، فعلى المرء أن يحسن إليهما ويحذر عقوقهما، كما أنه يجوز للولد أن يناقش والديه فيما لا يعتقد بصحّته من آرائهما، ولكن عليه أن يراعي الهدوء والأدب في مناقشتهما، فلا يحدّ النظر إليهما ولا يرفع صوته فوق صوتهما فضلاً عن استخدام الكلمات الخشنة معهما.
فعليك كسب ود والدك من خلال الاحسان إليه وبره فبذلك تكسبين خير الدنيا والآخرة، ويمكنك بيان رأيك أو الدفاع عن موقفك لكن ينبغي أن يكون بأسلوب مهذب ومحترم
بعيد عن الخشونة التي تزعجه أو تغضبه.
جعلك الله من البارين بوالديك