إنّ المتابع للأحداث في هذه الفترة يجد أنّ أغلب الصحابة هم ممّن حرّض على عثمان فعلاً، وأنّ بعضهم ممن شارك في قتله بالفعل، وأنّ أسمائهم معلومة ومذكورة في كتب التاريخ.. وإليك بعض النصوص الدالة على ذلك:
روى الطبري في تاريخه: ((عن عبد الرحمن بن يسار أنّه قال: لمّا رأى الناس ما صنع عثمان كتب من بالمدينة من أصحاب النبيّ(صلى الله عليه وآله) إلى من بالآفاق منهم, وكانوا قد تفرقوا في الثغور: إنّكم إنّما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله(عزوجل), تطلبون دين محمّد(صلى الله عليه وآله), فإنّ دين محمّد قد أفسد من خلفكم وترك, فهلمّوا فأقيموا دين محمّد(صلى الله عليه وآله), فأقبلوا من كُلّ اُفق حتّى قتلوه))
وهذا نص صريح فيما تقدّمت الإشارة إليه.
وروى الطبري أيضاً، قائلاً: ((كتب أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعضهم إلى بعض: أن أقدموا فإن كنتم تريدون الجهاد فعندنا الجهاد, وكثر الناس على عثمان, ونالوا منه أقبح ما نيل من أحد,
وأصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) يرون ويسمعون ليس فيهم أحد ينهى ولا يذب إلا نفير زيد بن ثابت, وأبو أسيد الساعدي, وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت, فاجتمع الناس وكلّموا عليّ بن أبي طالب فدخل على عثمان فقال:
الناس من ورائي وقد كلّموني فيك.. فالله الله في نفسك, فإنّك والله ما تبصر من عمى، وإنّ الطريق لواضح بيّن، وإنّ أعلام الدين لقائمة، تعلم يا عثمان أنّ أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هدى وهدي))
وجاء في تاريخ ابن عساكر, وتاريخ الخلفاء للسيوطي, والإمامة والسياسة لابن قتيبة: ((قدم أبو الطفيل الشام يزور ابن أخ له من رجال معاوية, فأخبر معاوية بقدومه, فأرسل إليه فأتاه وهو شيخ كبير فلمّا دخل عليه قال له معاوية: أنت أبو الطفيل عامر ابن واثلة؟ قال: نعم. قال معاوية: أكنت ممّن قتل عثمان أمير المؤمنين؟ قال: ولِمَ؟ قال: لم ينصره المهاجرون والأنصار))