logo-img
السیاسات و الشروط
ياعلي مدد ( 22 سنة ) - العراق
منذ سنة

تفسير أيات القرآن الكريم

السلام عليكم تفسير اية قوله تعالى ( هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم) صدق الله العلي العظيم سورة الشعراء الاية 221 ماهوه تفسير هذه الآية الكريمة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بكم في تطبيق المجيب *هذه الآيات - محل البحث - هي آخر الآيات من سورة الشعراء، تعود ثانية لترد على الاتهام السابق - من قبل الأعداء - بأن القرآن من إلقاء الشياطين، تردهم ببيان أخاذ بليغ مفحم، فتقول: هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم أي الكاذب المذنب، حيث يلقون إليهم ما يسمعونه مع إضافة أكاذيب كثيرة عليه يلقون السمع وأكثرهم كاذبون. (1) وملخص الكلام أن ما تلقيه الشياطين له علائم واضحة، ويمكن معرفته بعلائمه أيضا. فالشيطان موجود مؤذ ومخرب، وما يلقيه يجري في مسير الفساد والتخريب، وأتباعه هم الكذابون المجرمون، وليس شئ من هذه الأمور ينطبق على القرآن، ولا على مبلغه، وليس فيها أي شبه بهما. والناس في ذلك العصر - وذلك المحيط - كانوا يعرفون النبي محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وأسلوبه وطريقته، في صدقه وأمانته وصلاحه في جميع المجالات ... المزید ومحتوى القرآن ليس فيه سوى العدل والحق والإصلاح، فكيف يمكن أن تتهموه بأنه من إلقاء الشياطين؟! والمراد من (الأفاك الأثيم) هو الكاهن المرتبط بالشياطين فتارة يقوم الشياطين باستراق السمع لأحاديث الملائكة، ثم بعد مزجه بأباطيل كثيرة ينقلونه إلى الكهنة. وهم بدورهم يضيفون عليه عشرات الأكاذيب وينقلونها إلى الناس... وبعد نزول الوحي خاصة، ومنع الشياطين من الصعود إلى السماء واستراق السمع. كان ما يلقيه الشياطين إلى الكهنة حفنة من الأكاذيب والأراجيف... فمع هذه الحال كيف يمكن أن يقاس محتوى القرآن بما تلقيه الشياطين... وأن يقاس النبي الصادق الأمين بحفنة من الكهنة الأفاكين الكاذبين!... وهناك تفاسير مختلفة لجملة يلقون السمع: فمنها: أن الضمير في (يلقون) عائد على الشياطين و " السمع " المراد منه المسموعات، أي أن الشياطين يلقون مسموعاتهم إلى أوليائهم وأكثرهم كاذبون " ويضيفون على ما يلقيه الشياطين أكاذيب كثيرة! "... ومنها: إن الضمير في الفعل يعود على الأفاكين، إذ أنهم كانوا يلقون - ما يسمعون من الشياطين - إلى عامة الناس، إلا أن التفسير الأول أصح ظاهرا (٢). —————————————————————————————————————————————————————————— * الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١١ - الصفحة ٤٦٨ 1 - " أفاك " من: " الإفك ". والإفك هو الكذب الكبير. فمعنى الأفلاك من يكذب كثيرا أكاذيب كبيرة... و " أثيم " من مادة " إثم " على وزن (اسم) ومعناه في الأصل: العمل الذي يؤخر صاحبه عن الثواب، ويطلق عادة على الذنب، فالأثيم هو المذنب.. ٢-لأن (يلقون) في مثل هذه الموارد معناها نقل الأخبار والمطالب، كما جاء في الآية (53) من سورة الحج ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض وجملة أكثرهم كاذبون تتناسب مع الشياطين، لأن الأفاكين كلهم كاذبون لا أكثرهم (فلاحظوا بدقة).