logo-img
السیاسات و الشروط
حيدر... العر ( 18 سنة ) - العراق
منذ سنة

نزول آدم عليه السلام إلى الأرض

السلام عليكم قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٣٠)﴾ ١) كيف يمكن أن يجعل الله تعالى في الأرض خليفة من دون أن يَنزل آدم (عليه السلام) إليها وقبل أن يرتكب المعصية (عليه السلام) في الجنة؟ ٢) عندما قال الملائكة: (أ تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) فلماذا يسفكون الدماء ومن هم؟ ٣) عندما أعطى الله تعالى إلى إبليس الصلاحيات الكاملة ثم أنزله الى الأرض، فمن وسوس إلى آدم وهو في الجنة؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته مرحباً بكم في تطبيق المجيب جواب السؤالين الأولين: قيل إن الله سبحانه أوضح للملائكة من قبل على وجه الإِجمال مستقبل الإِنسان، وقيل إن الملائكة فهموا ذلك من خلال عبارة «في الأرض»، لأنهم علموا أن هذا الإِنسان يخلق من التراب، والمادة لمحدوديتها هي حتماً مركز للتنافس والنزاع. وهذا العالم المحدود المادي لا يستطيع أن يشبع طبيعة الحرص في الإنسان. وهذه الدنيا لو وضعت بأجمعها في فم الإنسان فقد لا تشبعه. وهذا الوضع -إن لم يقترن بالإِلتزام والشعور بالمسؤولية- يؤدي إلى الفساد وسفك الدماء. بعض المفسرين ذهب إلى أنّ تنبؤ الملائكة يعود إلى تجربتهم السابقة مع مخلوقات سبقت آدم، وهذه المخلوقات تنازعت وسفكت الدماء وخلفت في الملائكة انطباعاً مرّاً عن موجودات الارض. هذه التفاسير الثلاثة لا تتعارض مع بعضها. وقد يكون موقف الملائكة من استخلاف آدم ناشئاً عن هذه الأسباب الثلاثة معاً. الملائكة بيّنوا حقيقة من الحقائق. ولذلك لم ينكر الله عليهم قولهم، بل أشار إلى أن ثمة حقائق اُخرى إلى جانب هذه الحقيقة، حقائق ترتبط بمكانة الإنسان في الوجود، وهذا ما لم تعرفه الملائكة. الملائكة يعلمون أن الهدف من الخلقة هو العبودية والطاعة، وكانوا يرون في يأنفسهم مصداقاً كاملاً لذلك، فهم في العبادة غارقون. ولذلك فهم -أكثر من غيرهم- للخلافة لائقون، غير عالمين أن بين عبادة الإنسان المليء بألوان الشهوات، والمحاط بأشكال الوساوس الشيطانية والمغريات الدنيوية وبين عبادتهم، -وهم خالون من كل هذه المؤثرات- بون شاسع. فأين عبادة هذا الموجود الغارق وسط الأمواج العاتية، من عبادة تلك الموجودات التي تعيش على ساحل آمن؟! اما سؤالكم الثالث فجوابه: أن الجنة التي طرد منها ابليس هي جنة من جنان الدنيا، لا جنة الخلد، كما ورد عن إمامنا الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) حيث روى الكليني (قدس سره) عن الحسين بن ميسر قال:"سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن جنة آدم (عليه السلام)؟ فقال: "جنة من جنان الدنيا، تطلع فيها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبدا". (الكافي ج3 ص247). ودمتم موفقين

1