logo-img
السیاسات و الشروط
عبد الوهاب - الجزائر
منذ 5 سنوات

 نقض ما يستفيده البعض من شورى عمر

السلام عليكم نهج البلاغة: (ومن كتاب له إلى معاوية: إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على أتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى. ولعمري يا معاوية لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان، ولتعلمن أني كنت في عزلة عنه إلا أن تتجنى، فتجن ما بدا لك. والسلام ). لقد بهت هذا النص الصريح الواضح الشيعة وقطع قول كل خطيب فلم يجدوا كالعادة إلا التأويل المصادم للغة ولصراحة ووضوح النص و القول بأن الكلام ورد على سبيل الالزام، وهذا ليس أكثر من تحصيل حاصل لايغير من الحقيقة شيئا. فهل أمير المؤمنين علي رضي الله يستند في طلب الحق إلى ما هو باطل ؟ هل عند الامام علي رضي الله عنه الغاية تبرر الوسيلة ؟ اينزل من هو مثل علي شرفا وورعا وشجاعة نادرة رضي الله عنه إلى مستوى هذه الأساليب الساقطة وأنتم تزعمون أن الأئمة لهم ولاية تكوينية تخضع لها جميع ذرات الكون ؟ ثم لوفرضنا ـ جدلا ـ أن البيعة والشورى التي استشهد بها في إلزامه لمعاوية كانتا عنده باطلتين وأنه رضي الله عنه وحاشاه كان يستند إلى باطل ليدعم به حقا،فما الداعي لأن يواصل الكلام بماهو زائد عن الكلام الكافي للإلزام: ((فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى)) ما معنى:إن اجتمعوا على رجل وسموه ماذا؟؟؟ سموه: إمـــــــا مـــــــــا. كان لله ماذا؟؟؟ غضبا، سخطا ؟؟؟؟؟ لا لا معاذ الله، قال أمير المؤمنين رضي الله عنه: كان لله رضى. هل يليق نسبة أساليب الخداع لمثل علي رضي الله عنه وبكلام مثل هذا الذي قاله؟ أيرضى أن يستعين بالباطل للوصول إلى حق؟ ثم من خولكم إضافة عبارة: (على فرض صحتها) للشورى التي حصرها الإمام علي رضي الله عنه في المهاجرين والأنصار؟ أم أنكم أبلغ من علي ؟ هل في سياق كلامه ما يدل على الافتراض ؟أم انكم تضعون العربة قبل الحصان ؟ أي أن النص هو الذي يجب ان يوافق معتقدكم ـ ولو بلي عنقه ـ وليس العكس. على العموم فإن النص ليس فيه كلمه واحدة تدل على غير ما دل عليه وهو إقراره ببيعة الخلفاء الراشدين الثلاثة رضي الله عنهم،ورضاه بذلك كل الرضى و إلزامه لمعاوية بطاعته كأمير للمؤمنين استحق هذا المنصب عن طريق الشورى والبيعة بمثل ما تم للخلفاء الراشدين قبله و لوكان استحقاقه لإمارة المؤمنين بالوصية والنص كما يزعم الشيعة لما خشي علي رضي الله عنه في الله لومة لا ئم ولأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد كما فعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي أعلن أنه رسول من الله في ظروف أكثر قساوة واستضعاف من تحالف قوى الشرك لأنه بحق رسول من الله إلى الناس.وما معنى أن يظل علي رضي الله عنه مخفيا لذلك حتى وهو متمكن من منصبه ويلجأ بدل إحقاق الحق بالحق لأسلوب إلزام الخصم بالباطل ؟ أيليق هذا بمثل علي ؟ أما عن قول أن بيعة أبي بكر لم تكن عن مشورة، بل كانت والاستشهاد بقول عمر ؤضي الله عنه: ((فلتة وقى الله شرها فمن دعا إلى مثلها فاقتلوه)) فهذا مما يدل كالعادة على صرف الكلام عن معناه الصريح الذي يدل عليه لفظه العربي الفصيح: ما معنى فلتة ؟ أي فجأة دون استعداد لها ومن دون أن يتهيئوا لهـا. فوقى الله شـرها، أي فتنتها. اقرأ باقي الكلام ليزداد الكلام وضوح


الأخ عبد الوهاب المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إذا أراد علي (عليه السلام) أن يكتب الى معاوية بصحة خلافته من خلال النص من الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)، فان معاوية لا يقبل بذلك، وكذلك أتباعه. أما أن يحتج عليه بما يعتقد صحته، فان يلزم عليه أن يذعن لذلك، وإن لم يذعن فهو معاند. وهذا المنهج في الإحتجاج هو المنهج المقبول، لأنه ليس من الصحيح أن يحتج أحد على الطرف المقابل بما لا يعتقد صحته، ونحن تبعا لأئمتنا (عليهم السلام) دائما نأتي بالدليل من كتبكم على الرغم من أننا نعتقد بطلان بعض الأحاديث فيها، ولكن ايرادها هو من أجل الزامكم بما تعتقدون صحته، ولا يحتاج في علم الجدل أن تكون المقدمات التي توصل إلى نتيجة صحيحة، بل المطلوب فيها أن تكون مسلمة، ولذا لا معنى للاعتراض على الإمام (عليه السلام) باستعمال هذا الاسلوب الذي يعد مقبولاً عند كل من يعرف قواعد الإحتجاج. وما ذكره الإمام علي (عليه السلام) بعد ذلك هو من نتائج ذلك الالزام، فيكون المعنى: ليس من حق أي أحد سواء كان شاهداً أم غائباً أن يختار أو يرد، لأن الشورى حصرت عندكم في بعض الخلفاء السابقين بالمهاجرين والأنصار، فانهم إذا أجتمعوا على رجل وسموه إماماً كانت إمامة ذلك الشخص مرضية عند الله، لأن المهاجرين والأنصار هم الذين اختاروه. ونحن إنما التجائنا إلى القول بأن النص جاء للالزام وليس هو مراد علي (عليه السلام)، لأنه ثبت عندنا بدليل قطعي أن الإمامة لا تكون بالشورى، وكل ما يخالف الدليل القطعي لابد من أجل الجمع بينه وبين الدليل القطعي من تأويله بما ينسجم مع الدليل القطعي ولو لم يقبل التأويل لابد من رده وعدم القبول به. ثم كما قلنا ما فائدة الاعلان بأنه وصي بالنص إذا كان الطرف المقابل لا يعتقد بذلك ولا يقبله، وليس الأمر أمر شجاعة وخوف، بل أمر اقناع وإلزام، ثم أنه لم يكن يخفي كونه الإمام بالنص، وإلا كيف وصل إلينا الدليل القطعي بإمامته بالنص، بل عندكم الأمر صار ملتبساً لأنكم لا تأخذون عن الإمام علي (عليه السلام) إلا ما تتصورونه ينفعكم. ثم لماذا لا تقبل منا تأويل بعض النصوص، ثم تأتي لتأول لعمر قوله؟! أليس انه دعا إلى قتل من يدعو إلى البيعة، وهو الرجوع إلى الشورى التي نقضها عمر باستيلائه على الخلافة بدون مبايعة، فلماذا تلوي عنان الكلمات من أجل الدفاع عن عمر لتقول أن الذي ينفرد بالبيعة سيتعرض للقتل، وكأن عمر ليس هو الآمر بالقتل. ثم أليس في بيعة أبي بكر كان هناك شر وقاه الله. ثم أن الفلتة، وقوع الأمر من غير تدبر ولا روية، فكيف تقبل من خلافة المسلمين ذلك المنصب العظيم أن يحاك بدون تدبر؟! ان هناك تناقض في دعوتكم إلى الشورى من جهة ومن نهي عمر عنها واستيلاءه على الخلافة بدون شورى. ودمتم برعاية الله