اسلام عليكم ورحمة الله والصلاه والسلام ع محمد وال محمد في سورة التحريم .فسرتم ان الرسول اسر حفصة بان لاتخبر احد بانه اكل عسل .عند زوجته زينب .وفي تفسير اخر لكم . ع سؤال احد الاخوة عن من سمم الرسول .ص قلتم .ان ارسول اخبر حفصة ان خليفته من بعده هو الامام علي .فاخبرت عاىشة .وابوها .فخططو لتسميم الرسول .فاخبر الله الرسول بذلك .. ..فكيف لكم ان تفسروا سورة واحدة بتفسيرين مختلفين ..ممكن ان توضحو لي ذلك لاقع ع التفسير الاصح .وجزاكم خيراا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحباً بكم في تطبيق المجيب
المراد بالتحريم الوارد في الآية الكريمة هو التسبب الى الحرمة على ما تدل عليه الآية التالية، فان ظاهر قوله تعالى (( قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم )) ، انه (صلى الله عليه وآله) حلف على ترك بعض الأعمال التي لا ترتضيها أزواجه اذ ضيقن عليه وآذينه حتى أرضاهنَّ بالحلف على أن يتركه ولا يأتي به بعد ومن شأن اليمين أن يوجب عروض الوجوب ان كان الحلف على الفعل والحرمة ، ان كان الفعل على الترك واذ كان (صلى الله عليه وآله) حلف على ترك ما أحلّ الله له فقد حرّم ما أحلّ الله له بالحلف
وليس المراد بالتحريم تشريعه (صلى الله عليه وآله) على نفسه الحرمة فيما شرع الله له فيه الحلّية، فليس له ذلك
وقد اتفق أهل النقل على أن المرأتين المتظاهرتين على رسول الله(صلى الله عليه وآله) هما عائشة وحفصة زوجا رسول الله (صلى الله عليه وآله) (انظر صحيح البخاري 6: 195)،والتهديد بالطلاق ليس هو جواب الشرط للفعل (تظاهراً) كي يستدل بعدم حصوله على عدم حصول التظاهر، بل قوله تعالى: (( وعسى ربه ان طلقكن أن يبدله ))، هي جملة مستقلة يراد بها التهديد والتخويف وليست جواباً للشرط (ان تظاهراً) بل جواب الشرط هو قوله تعالى: (( فان الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ))،
وسبب نزول الآية وخطابها معلوم وهو ما بدر من حفصة وعائشة في حق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وايذائه بدعوى أنه (صلى الله عليه وآله) يخرج منه رائحة مغافير، كيداً لزينب بنت جحش ومنعه (صلى الله عليه وآله) من البقاء عندها وتناول العسل الذي تقدّمه له (انظر تفاصيل القصة في صحيح البخاري ج4 ص194).
وأما قوله تعالى: (( عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ )) (التحريم:5) فهو خطاب لجميع نساء النبي (صلى الله عليه وآله) بلهجة لا تخلو من التهديد والإنذار وأن لا يتصورن بانه (صلى الله عليه وآله) لا يطلقهنَّ أو لا يستبدلهن بنساء أخريات أفضل منهن ذلك ليكففن عن التآمر عليه كالذي حصل من حفصة وعائشة!! ولكن عموم الخطاب لا يلغي دلالة سبب نزول الآية فتدبر.
وأما رواية اسرار رسول الله صلى الله عليه وآله لحفصة فقد جاء في كتاب تفسير القمي الجزء 2 صفحة 376 تفسير سورة التحريم : (قال علي بن إبراهيم كان سبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض بيوت نسائه وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة فذهبت حفصة في حاجة لها فتناول رسول الله مارية، فعلمت حفصة بذلك فغضبت وأقبلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت يا رسول الله هذا في يومي وفي داري وعلى فراشي فاستحيا رسول الله منها، فقال كفى فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا ابدا وأنا افضي اليك سرا فان انت اخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس اجمعين فقالت نعم ما هو؟ فقال إن ابا بكر يلى الخلافة بعدي ثم من بعده ابوك) .
لم يثبت عندنا بسند صحيح ماورد في تفسير القمي في هذا المورد ، وإن صح فهو يحمل على الإخبار دون الإنشاء، أي يحمل على إخبار بأمور مستقبلية وليس لها علاقة بتنصيب أو مشروعية ؛ لأنه لم نشهد احتجاج أبي بكر وعمر بهذه المقالة أبدا ، ولا أشارت إليهما ابنتيهما عائشة وحفصة في مورد أبداً.
ودمتم في حفظ الله ورعايته