logo-img
السیاسات و الشروط
حوراء ( 26 سنة ) - العراق
منذ سنة

صحة الرواية

السلام عليكم جاء في كتاب بحار الأنوار: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في رجل شهد عليه رجلان بأنّه سرق فقطع يده، حتى إذا كان بعد ذلك جاء الشاهدان برجل آخر فقالا: هذا السارق وليس الذي قطعت يده، إنّما شبّهنا ذلك بهذا، فقضى عليهما أن غرّمهما نصف الدية، ولم يجز شهادتهما على الآخر». ما مدى صحة هذه الرواية؟ وكيف بأمكاننا الرد على من يضرب عصمة الإمام علي (عليه السلام) من خلال هذه الرواية؟!


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب اعتبرها السيد الخوئي (رحمه الله) بالصحيحة والثانية المعتبرة حيث قال: ((صحيحة محمّد بن قيس عن أبي جعفر (عليه السلام) «قال : قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في رجل شهد عليه رجلان بأنّه سرق فقطع يده، حتى إذا كان بعد ذلك جاء الشاهدان برجل آخر فقالا: هذا السارق وليس الذي قطعت يده، إنّما شبّهنا ذلك بهذا، فقضى عليهما أن غرّمهما نصف الدية، ولم يجز شهادتهما على الآخر»، وقريب منها معتبرة السكوني. ومنها : معتبرته الاُخرى، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليهم السلام): «في رجلين شهدا على رجل أ نّه سرق فقطعت يده، ثمّ رجع أحدهما فقال: شبّه علينا، غرما دية اليد من أموالهما خاصّة. وقال في أربعة شهدوا على رجل أنّهم رأوه مع امرأة يجامعها وهم ينظرون، فرجم، ثمّ رجع واحد منهم، قال: يغرم ربع الدية إذا قال: شبّة عليَّ، وإذا رجع اثنان وقالا: شبّه علينا، غرما نصف الدية، وإن رجعوا كلّهم وقالوا: شبّه علينا، غرموا الدية، فإن قالوا: شهدنا بالزور، قتلوا جميعاً». أقول : الظاهر أنّ المراد من الرجوع في قوله : «ثمّ رجع أحدهما» ليس هو الرجوع عن الشهادة، بل المراد به هو الرجوع الخارجي وإخباره أنّ الأمر اشتبه عليهما معاً، كما يدلّ عليه قوله: «شبّه علينا»، وإلاّ لقال: شبّه عليَّ، وقوله: «غرما دية اليد من أموالهما خاصّة» ، فإنّهما قرينتان على ذلك . ومن هنا يظهر وجه ضمان النصف فيما إذا رجع أحد الشاهدين، مضافاً إلى التصريح بالتقسيط في ذيل معتبرة السكوني في الشهادة على الزنا. ((مركز الامام الخوئي)). أمّا بالنسبة إلى البينة الباطنية وعلم الإمام (عليه السلام) الغيبي فتحتاج إلى لوازم يجب الأعتقاد بها، وهي أنّ الإمام علي (عليه السلام) عنده ولاية تكوينية وله القدرة على تعديل واصدار قوانين العالم الأرضيّة والسماويّة كتعديل القوانين الفيزياويّة والكيمياويّة والبيولوجيّة وغيرها، أو حتى يكفي أنّ يحبّه السارق المفترض ويطيعه ويأتم بإمامته. ولكن بما أنّ أكثر الناس جاحدون لحقّه وناكرون لعلمه وتاركين لولايته فبدوره يتركهم الإمام (عليه السلام)! أمّا من آمن بولايته (عليه السلام) فسيكرّمه ويحبوه في الدنيا والآخرة؛ فَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: "لَا يَمُوتُ عَبْدٌ يُحِبُّنِي إِلَّا رَآنِي حَيْثُ يُحِبُّ، وَلَا يَمُوتُ عَبْدٌ يُبْغِضُنِي إِلَّا رَآنِي حَيْثُ يَكْرَهُ". ولكان قد ردّ (عليه السلام) يد السارق حتى لو قطعها فعلاً في حال إيمانه بولايته (عليه السلام)! كما فعل (عليه السلام) ذلك بالعبد الأسود الواردة قصته في مناقب آل أبي طالب للحافظ إبن شهر آشوب، الجزء (٢)، الصفحة (٣٣٥). ودمتم موفقين