logo-img
السیاسات و الشروط
أبو محمد - لبنان
منذ 5 سنوات

 اجماع الشيعة على نفي السهو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونشكركم كثيرا على الجهود التي تبذلونها للذب عن مذهب اهل البيت عليه السلام وتمتين عقائد المؤمنين قرات في احد المنتديات موضوعاً عن ان الانبياء ينسون وقد استدل الكاتب بعدة ايات منها قوله تعالى (( سنقرئك فلا تنسى )) وقد اتى بتفاسير لعلماء الشيعة تبين ان الانبياء يمكن ان ينسون ومنهم نبينا محمد صلوات ربي عليه وعلى اله وسانقل لكم كلامه وارجو منكم الرد ************************* (( سَنُقرِؤُكَ فَلَا تَنسَى * إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعلَمُ الجَهرَ وَمَا يَخفَى )) , تفاسير الشيعة لهذه الآية الكريمة تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف ومدقق: (( سنقرئك فلا تنسى )) أي سنأخذ عليك قراءة القرآن فلا تنسى ذلك. وقيل: معناه سيقرأ عليك جبريل القرآن بأمرنا فتحفظه ولا تنساه قال ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبرائيل (عليه السلام) بالوحي يقرأه مخافة أن ينساه فكان لا يفرغ جبرائيل عليه السلام من آخر الوحي حتى يتكلم هو بأوله فلما نزلت هذه الآية لم ينس بعد ذلك شيئاً. (( إلا ما شاء الله )) أن ينسيكه بنسخه من رفع حكمه وتلاوته عن الحسن وقتادة وعلى هذا فالإِنشاء نوع من النسخ وقد مرّ بيانه في سورة البقرة عند قوله (( مخافة أن ينساه )) لماذا يخاف جبريل والنبى صلى الله عليه وسلم أصلا لا ينسى؟ (( فلما نزلت هذه الآية لم ينس بعد ذلك شيئاً. )) نقول هل كان ينسى قبلها فى دين الشيعة؟ حتى لا ينسى بعدها؟ (( أن ينسيكه بنسخه )) هل النبى صلى الله عليه وسلم ينسى الآيات المنسوخة؟ فإن قلت (( نعم )) فأنت بذلك تؤكد النسيان وإن قلت (( لا )) فأنت بذلك تكذب الطبرسى فأفهم رعاك الله تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق: وقوله (( سنقرئك فلا تنسى )) معناه سنأخذ عليك قراءة القرآن, فلا تنسى ذلك, فالاقراء اخذ القراءة على القاري بالاستماع لتقويم الزلل, والقراءة التلاوة والقاري التالي, والنسيان ذهاب المعنى عن النفس بعد ان كان حاضراً لها, ونقيضه الذكر, ومثله السهو, يقال: نسي ينسى نسياناً فهو ناس, والشيء منسي. (( والنسيان ذهاب المعنى عن النفس بعد ان كان حاضراً لها, ونقيضه الذكر, ومثله السهو, يقال: نسي ينسى نسياناً فهو ناس, والشيء منسي. )) هل تؤيد الطوسى فى هذا التعريف للنسيان؟؟؟ ولا تنسى أن الطوسى قال فى تفسير هذه الآية (( معناه سنأخذ عليك قراءة القرآن فلا تنسى ذلك )) فإن قلت (( نعم )) فأنت بذلك تؤكد النسيان وإن قلت (( لا )) فأنت بذلك تكذب الطوسى ففهم رعاك الله تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ) مصنف و مدقق والآية بسياقها لا تخلو من تأييد لما قيل: إنه كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي يقرؤه مخافة أن ينساه فكان لا يفرغ جبريل من آخر الوحي حتى يتكلم هو بأوله فلما نزلت هذه الآية لم ينس بعده شيئاً. (( مخافة أن ينساه )) لماذا يخاف جبريل والنبى صلى الله عليه وسلم أصلا لا ينسى؟ (( فلما نزلت هذه الآية لم ينس بعد ذلك شيئاً. )) نقول هل كان ينسى قبلها فى دين الشيعة؟ حتى لا ينسى بعدها؟ تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق (( سَنُقرِؤُكَ )) قال اي نعلّمك (( فَلاَ تَنسَى )) . (( إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ )) القمّي قال ثمّ استثنى لأنّه لا يؤمن عليه النّسيان لأنّ الذي لا ينسى هو الله. القمّي قال ثمّ استثنى لأنّه لا يؤمن عليه النّسيان لأنّ الذي لا ينسى هو الله (( لأن الذي لا ينسى هو الله )) ************************* هل معنى كلام القمى أن النبى صلى الله عليه وسلم يدخل تحت طائلة النسيان؟ ننتظر اجابتكم الوافية ان شاءالله ووفقكم الله تعالى لكل خير


الأخ أبا محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقول: أن الآية الكريمة - محل الكلام - لم تخبر أن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان ينسى, وأيضاً هي ليس فيها نهي عن النسيان, وإنما أخبرت أنه (صلى الله عليه وآله) لن ينسى إلا ما شاء الله, فهي تظهر وعداً إلهياً للنبي (صلى الله عليه وآله) بأنه لن ينسى, فالآية أدل على عدم وقوع النسيان منه (صلى الله عليه وآله) فيما يتعلق بالتبليغ والوحي. وإلى هذا المعنى أشار الشيخ الطبرسي في (مجمع البيان) ج10 ص329, حيث قال: ((وفيها - أي الآية - بيان لفضيلة النبي (ص) وإخبار أنه مع كونه (ص) وإخبار أنه مع كونه(ص) وأميّاً, وكان يحفظ القرآن, وأن جبرائيل (عليه السلام) كان يقرأ عليه سورة طويلة, فيحفظه بمرة واحدة, ثم لا ينساه, وهذه دلالة على الأعجاز الدال على نبوته)). انتهى. والتعليق على المشيئة - لاينافيه, فإنّه ليس للدلالة, على ان عدم النسيان ليس إلا بعناية الهية, وفي هذا الجنب قال السيد الطباطبائي في الميزان (20/296): ((وأن هذه العطية وهي الأقراء بحيث لا تنسى لا ينقطع عنه سبحانه بالإعطاء بحيث لا يقدر بعد على انسائك بل هو باق على اطلاق قدرته له أن يشاء انساءك متى شاء وان كان لا يشاء ذلك)). انتهى. كما أنه لو تم النسيان فلن يكون إلا بنحو ما دلت عليه آية (( مَا نَنسَخ مِن آيَةٍ أَو نُنسِهَا )) (البقرة:106) التي فسر فيها النسيان بالإهمال والترك, بقرينة النسخ. ومع ذلك يظهر من بعضهم استدلاله بالآية على وقوع النسيان من النبي (صلى الله عليه وآله) فيما يتعلق بالوحي, من جهة تعليق النسيان على المشيئة, الموحي, بحسب رأيهم, بأنه واقع, حسبما أشار إليه الرازي, ورده بأن المراد بالنسيان هنا الترك. وقد نسب ذلك القول إلى الحسن حيث فسر (( إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ )) بانَّ المراد: إلاّ ما شاء الله أن تنساه, فزعم: إن نبيكم إقرىء القرآن ثم نسيه (انظر تفسير مجمع البيان للطبرسي 1: 339) مع أنَّ القضية لا تحتاج إلى مثل هذا الجواب, إذ التعليق على المشيئة لا يدل على الوقوع, فهو من قبيل قوله تعالى: (( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيرَ مَجذُوذٍ ‏)) (هود:108), أضف إلى ذلك الاستثناء ربما كان راجعاً إلى (سنقرئك) ليكون المعنى تأخير الإنزال, وقد جعله الشيخ الطوسي قولاً في المسألة (انظر التبيان 10/330).. هذا هو الفهم السليم لما يقوله علماء الشيعة في تفسيرهم لهذه الآية الكريمة, فراجع وتثبت. ودمتم في رعاية الله