السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
حدث نقاش بيني وبين إحدى الزميلات بأنها تقول الملائكة خلقوا إناثاً من منطلق الآية: ﴿وجعلنا الملائكة إناثاً اشهدوا خلقهم...﴾.
قلت بأن الآية لا تجزم بأمر جنس الملائكة وإنما الهمزة في (اشهدوا) استفهامية ويراد بها التهكم بافترائهم وبهتانهم.
إجابتي كانت بدون دليل لذلك هي لم تقتنع قتنعت، أطلب من حضراتكم توضيح الموضوع مع الأدلة.
جزاكم اللّٰه خيراً
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، إن القرآن ينفي معرفة من يدعي أن الملائكة إناثاً حيث يقول تعالى: ﴿أَم خَلَقنَا المَلائِكَةَ إِنَاثاً وَهُم شَاهِدُونَ﴾ (الصافات: ١٥٠).
ففي التبيان للطوسي (ج٨، ص٥٣٢)، قال: (ومن أين علموا أن الملائكة إناثاً؟ أشاهدوا خلق الله لهم؟! فرأوهم إناثاً؟ فإنهم لا يمكنهم إدعاء ذلك)!
ويقول تعالى أيضاً: ﴿وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الَّذِينَ هُم عِبَادُ الرَّحمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلقَهُم سَتُكتَبُ شَهَادَتُهُم وَيُسأَلونَ﴾ (الزخرف: ١٩).
والقرآن بهاتين الآيتين ينفي معرفة أولئك بجنس الملائكة، لأنهم لم يطّلعوا عليها فلا يحق لهم وصفها بالذكر أو الأنثى.
لذا يبقى احتمال كون الملائكة من جنس واحد وهو الذكر أو الأنثى ويحتمل أن يكون بعضها ذكراً وبعضها أنثى كالإنسان ويحتمل أن تكون لا هي ذكر ولا أنثى بل هي جنس خاص خال من تقسيم الذكورة والأنوثة.
كما أن ذلك من الغيبيات التي لا يعلم تفصيلها إلا اللّٰه سبحانه، يقول تعالى في سورة الاسراء: ﴿وَیَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّی وَمَاۤ أُوتِیتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِیلࣰا(٨٥)﴾.
فالكثير من الأمور الغيبية اختصها اللّٰه لنفسه.
ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه