logo-img
السیاسات و الشروط
دلال الحسيني ( 38 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

تفسير ايه

السلام عليكم ورحمه الله و بركاته فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ تفسير الايه الكريمه و هل ان ما يحصل لنا في بعض الاحيان هو دلاله على ذلك


عليكم السلام ١-أن المنافقين هم الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ٢-الظاهر أن مرض القلب في عرف القرآن هو الشك والريب المستولي على إدراك الانسان فيما يتعلق بالله وآياته، وعدم تمكن القلب من العقد على عقيدة دينية.ليس كما ذكرتم في سؤالكم ٣- الوقوف مع الايات التي تميز بين المنافقين و مرض القلوب فالذين في قلوبهم مرض بحسب طبع المعنى هم ضعفاء الايمان الذين، يصغون إلى كل ناعق، ويميلون مع كل ريح، دون المنافقين الذين أظهروا الايمان واستبطنوا الكفر رعاية لمصالحهم الدنيوية ليستدروا المؤمنين بظاهر إيمانهم والكفار بباطن كفرهم. نعم ربما أطلق عليهم المنافقون في القرآن تحليلا لكونهم يشاركونهم في عدم اشتمال باطنهم على لطيفة الايمان، وهذا غير إطلاق الذين في قلوبهم مرض على من هو كافر لم يؤمن إلا ظاهرا قال تعالى: " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا " (النساء: 140) وأما قوله تعالى في سورة البقرة: " ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين - إلى أن قال -: في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا - إلى أن قال -: وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء الآيات (البقرة: 7 - 20) فإنما هو بيان لسلوك قلوبهم من الشك في الحق إلى إنكاره، وأنهم كانوا في بادئ حالهم مرضى بسبب كذبهم في الاخبار عن إيمانهم وكانوا مرتابين لم يؤمنوا بعد، فزادهم الله مرضا حتى هلكوا بإنكارهم الحق واستهزائهم له. وقد ذكر الله سبحانه أن مرض القلب على حد الأمراض الجسمانية ربما أخذ في الزيادة حتى أزمن وانجر الامر إلى الهلاك وذلك إمداده بما يضر طبع المريض في مرضه، وليس إلا المعصية قال تعالى: " في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا " (البقرة: 10) وقال تعالى " وإذا ما أنزلت سورة - إلى أن قال -: وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون " (التوبة: 126) وقال تعالى - وهو بيان عام -: " ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن " (الروم: 10). ثم ذكر تعالى في علاجه الايمان به قال - تعالى - وهو بيان عام -: " يهديهم ربهم بإيمانهم " (يونس: 9) وقال تعالى: " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " (فاطر: 10) فعلى مريض القلب - إن أراد مداواة مرضه - أن يتوب إلى الله، وهو الايمان به وأن يتذكر بصالح الفكر وصالح العمل كما يشير إليه الآية السابقة الذكر: " ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون " (التوبة: 126).

2