العلوي الفاطمي - مصر
منذ 4 سنوات

 لعن من تخلف عن جيش أسامة

سأل سائل عن حديث:(لعن الله من تخلف عن جيش أسامة), وقال هل يجوز أن نقول بناء على هذا الحديث المكذوب: لعن الله من تخلف عن إمامة المسلمين ألف ومئتي سنة. فإذا كان من تخلف عن جيش أسامة ملعونا أفلا يستحق اللعن من تخلف عن إمامة المسلمين؟ ولا ننسى أن الرافضة اعترفوا أن عليا تخلف عن الجيش بإذن من رسول الله. ولكنهم لا يأتوا بدليل على ذلك. الحديث منكر: أخرجه الجوهري في كتاب السقيفة للجوهري الرافضي واعترف بذلك عبد الحسين الموسوي صاحب المراجعات. مع أن روايته تضمنت (( أن جيش أسامة كان فيه جلة المهاجرين والأنصار منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح )) (المراجعات ص374 المسترشد ص116). وعلى فرض أن أحدا تخلف عنها فلمهمة أخرى ولا شك. فإن الصحابة سباقون إلى الجهاد ولا شك. وزعم عبد الحسين الموسوي أن الشهرستاني رواه مرسلا. وهذا دال على عجزه عن أن يجده في شيء من كتبه لم يعهد عن النبي (صلى الله عليه وآله) لعن حتى المنافقين المتخلفين عن الغزوات. والآيات واضحة في أنه كان يستغفر لهم. قال تعالى (( استَغفِر لَهُم أَو لا تَستَغفِر لَهُم إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغفِرَ اللَّهُ لَهُم )) . وكان يقبل أعذارهم حين يأتون يعتذرون إليه ويستغفر لهم ويوكل سرائرهم إلى الله. تناقض الرافضة: يستنكر الرافضة ما ترويه صحاح السنة من أن الرسول قال: اللهم إنما أنا بشر. فمن لاعنته أو سابتته فاجعلها رحمة لـه. فيقولون: كيف يليق أن ترووا عن النبي أنه كان يلعن؟. وهم ما احتجوا بهذا الحديث إلا ليجعلوا من أبي بكر وعمر أول الملعونين. فقد قالوا: وقد تخلف أبو بكر وعمر عن جيش أسامة. وبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) أسامة بن زيد بن حارثة الى الشام، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، وأمره أن يوطىء الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، فتجهز الناس وخرج مع أسامة المهاجرون الأولون، وكان ذلك في مرض الرسول (صلى الله عليه وآله) الأخير، فاستبطأ الرسول الكريم الناس في بعث أسامة وقد سمع ما قال الناس في إمرة غلام حدث على جلة من المهاجرين والأنصار00فحمدالله وقال الرسول (أيها الناس أنفذوا بعث أسامة فلعمري لئن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله وإنه لخليق بالإمارة وإن كان أبوه لخليقا لها). فأسرع الناس في جهازهم، وخرج أسامة والجيش، وانتقل الرسول الى الرفيق الأعلى، وتولى أبو بكر الخلافة وأمر بانفاذ جيش أسامة وقال: ما كان لي أن أحل لواء عقده رسول الله، وخرج ماشيا ليودع الجيش بينما أسامة راكبا فقال له: (يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن)...فرد أبوبكر: (والله لا تنزل ووالله لا أركب، وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة)...ثم استأذنه في أن يبقى الى جانبه عمر بن الخطاب قائلا له: (إن رأيت أن تعينني بعمر فافعل)... ففعل وسار الجيش وحارب الروم وقضى على خطرهم,وعاد الجيش بلا ضحايا، وقال المسلمون عنه: (ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة)... وهذا ليس بعجيب من مذهب القوم المبني على سب أصحاب رسول الله الذين نصروا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفتحوا بعده العالم كله وأخضعوه لإمارة الإسلام. والعجيب ان عبد الحسين الموسوي أنه يصف الحديث غير المسند بأنه مرسل (إرسال المسلمات) مع أن الشهرستاني قد ذكر الرواية بغير سند. ومتى عرف عن الشهرستاني المعرفة بالحديث وهو الذي اعترف بالحيرة لكثرة لزومه علم الجدل والفلسفة حتى استشهد في كتابه المسمى بنهاية الإقدام (ص3) بهذين البيتين: لقد طفت في تلك المعاهد كلها ***** وسـيرت طرفي بين تلك المعالم فلم أر إلا واضعا كف حائـر ***** على ذقـن أو قارعا سن نادم فالاستشهاد برجل كالشهرستاني عند أهل الحديث هو من المضحكات... فإن الجمهور على أن هذه المراسيل لا تقوم بها حجة ولا يجوز معارضة الثابت القطعي بها (وهو مذهب النووي في التقريب. ونسبه لأكثر الأئمة من حفاظ الحديث ونُقّاد الآثار، وهو قول مسلم كما في صحيحه 1/30. ومنهم من قبله بشروط كالشافعي، وقال الحافظ في النكت نقلاً عن الاسفراييني: إذا قال التابعي: (( قال رسول الله )) فلا يُعَدّ شيئًا ولا يقع به ترجيح فضلاً عن الاحتجاج به (النكَت 2/545) ) لا سيما إذا أراد مبطل مخالفة القرآن بها. ولم يجد الرافضة الحديث مسندا إلا من طريق منبوذ مجهول لدى الرافضة والسنة. وهو دليل على عجزه وإفلاسه فإنه لم يجد الحديث في مصدر من مصادر كتب أهل الحديث والسنة. فقد اضطر أن يقول أخرجه عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة. وهو مؤلف رافضي مثله مجهول الحال عند أصحاب مذهبه. وأبناء جلدته ليسوا حجة علينا. وهذا الأخير قد اختلق سندا كله مجاهيل. ولهذا يضطر بنو رفض إلى عزو الحديث إلى كتبهم ومصادرهم كقولهم (رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (وصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص68) فقط كما فعل المجلسي (بحار الأنوار30/432). أو الشهرستاني الذي لم يذق طعم علم الحديث وإنما قضى حياته في علم المنطق والفلسفة حتى اشتكى من مرض الحيرة والشك بسببها. ترجمة أحمد بن عبد العزيز الجوهري وهنا فضيحة عظيمة للرافضة: فقد ذكر شارح نهج البلاغة أنه التزم الاحتجاج على أهل السنة من كتبهم. ثم زعم أن أحمد بن عبد العزيز الجوهري هو عالم كبير ثقة من أهل الحديث وأنه هو صاحب كتاب السقيفة. وإليكم الفضحية: فقد تعقبه الخوئي قائلا ((صريح كلام ابن أبي الحديد أن الرجل من أهل السنة. ولكن ذِكر الشيخ له في الفهرست: كاشف عن كونه شيعيا، وعلى كل حال فالرجل لم تثبت وثاقته، إذ لا اعتداد بتوثيق ابن أبي الحديد)) (معجم رجال الحديث2/142). والذي قاله الخوئي يدل على جهالة الجوهري واحتجاجه بالطوسي صاحب الفهرست يؤكد ذلك حيث إن الطوسي قال (( له كتاب السقيفة)) ولم يزد على ذلك فدل على أنه غير معروف لدى الشيعة. وهنا نذكر بأن كثيرا من السيناريوهات والأكاذيب الملفقة والحوارات الطويلة والمناظرات بين فاطمة وأبي بكر حول ميراث أرض فدك هي من سلسلة أكاذيب هذا الجوهري، اختلقها ودونها في كتابه السقيفة. فالحمد لله الذي وفر علينا الجهد فجعل الحكم بجهالته وعدم وثاقته من جهة الشيعة أنفسهم. والذي يؤكد ذلك قول الطوسي في مقدمة الفهرست (ص2) (( فإذا ذكرت كل واحد من المصنفين وأصحاب الأصول فلا بد أن أشير إلى ما قيل فيه من التعديل والجرح وهل يعول على روايته أم لا ؟)) والحمد لله فقد ثبت جهالة هذا الجوهري عندنا وعند الرافضة بخلاف ما حاول الموسوي في كتابه المراجعات من إيهام القراء بأن الجوهري من علماء أهل السنة. كما تجده في كتابه المراجعة رقم (91). أما إسناد الجوهري فهو ضعيف أيضا وفيه مجاهيل: قال الجوهري: حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح عن أحمد بن سيار عن سعيد بن كثير الأنصاري عن رجاله عن عبد الله بن عبد الرحمن. أحمد بن إسحاق بن صالح: قال الألباني (( لم أجده)). رجال: من هم هؤلاء الرجال؟ لا تدري لعل منهم عبد الله بن سبأ عبد الله بن عبد الرحمن: يغلب على الظن أنه عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري وهو مجهول الحال كما أفاده ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل2/884). أما أن ترد هذه الرواية في كتب بني رفض فهذه من أكاذيبهم ولا عبرة ولا حجة عندنا في أكاذيبهم. فقد افتروا ما هو أعظم منها. حتى زعموا أن الله ينزل إلى الأرض ليزور قبر الحسين. وأن الإله هو الإمام. فلا قيمة عندنا لما في كتبهم. (أنظر تفصيل الرد من سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني ح رقم4972). وشكرا لكم


الأخ العلوي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بخصوص حديث (لعن الله من تخلف عن جيش أسامة) وسؤاله إمكان اللعن على من تخلف عن إمامة المسلمين, فنقول أن اللعن على من تخلف عن جيش أسامة قد جاء من النبي (صلى الله عليه وآله) فنحن نستن بسنته فلا موضوعية للقياس من قبلك على التخلف عن إمامة المسلمين والتي يقصد بها طبعاً خلافة أبي بكر وعمر وعثمان. ومع ذلك فلا يصح اللعن إلا بعد أن تثبت خطأ من تخلف عنهم وهو ما لم يثبت بدليل فضلاً عن إثبات إتباع هؤلاء الثلاثة للحق وعدم مخالفتهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وهل يستطيع أحد لعن علي وفاطمة (عليهما السلام) - أعوذ بالله - وهما تخلفا عن البيعة إلا ناصبي كافر, ففاطمة لم تبايع أصلاً وعلي (عليه السلام) أكره على البيعة بعد مدة. نعم، نحن نقول اللهم ألعن من تخلف عن بيعة أمام المسلمين الحق الذي نصبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غدير خم من باب كونهم عاصين لله ورسوله وظالمين, وجواز لعن المتخلف عن أمر الله ورسوله والظالم ثابتة بالقرآن وإجماع المسلمين. وأما الجواب على أن تخلف علي (عليه السلام) كان بإذن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فارجع فيه إلى الاسئلة العقائدية تحت عنوان (سرية أسامة). على أن في المسألة أمرين أحدهما صدور اللعن من النبي (صلى الله عليه وآله) والاخرى إثبات ما ورد من أن أبا بكر وعمر تخلفا عن جيش أسامة والكلام عليهما تجده في العنوان المذكور آنفاً. وأما التمحلات في مقابل النصوص فلا عبرة بها - من كونهم يحبون الجهاد - إذ لو كانوا كذلك فأين هم يوم الخندق وأين ذهب هروبهم يوم أحد وخيبر وحنين ألم يكن فيها جهاد, نعم كان تخلفهم عصياناً لأمر النبي (صلى الله عليه وآله) لمهمة أُخرى خططوا لها من قبل وكانوا يترصدون الفرص لتنفيذها وهي غصب الخلافة. وأما تفسير آية نهي النبي (صلى الله عليه وآله) عن الاستغفار فتجده في مكانه على صفحتنا وليس له مدخلية في البحث هنا بعد ثبوت اللعن. وأما قوله كان النبي (صلى الله عليه وآله) يقبل اعتذارهم فمتى أعذرهم وهو قد توفي في مرضه ذاك إلا أن يكون بعد موته!! وأما حديث تحويل اللعنة إلى رحمة فمن المضحكات وهو من موضوعات بني أمية بعد أن ثبت صدور اللعن من النبي (صلى الله عليه وآله) بحق معاوية وعمرو بن العاص وإلا كيف يكون دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) المستجاب بالإبعاد عن رحمة الله إلى القرب من رحمة الله!! وهل كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كأحدنا لا يعرف متى يلعن ومتى يترحم - أعوذ بالله - وأما ما ننفيه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو كونه لعاناً بالمعنى اللغوي لا أنه لم يكن يلعن باللعن الشرعي كيف وقد نزل عليه القرآن وهو أولى الناس باتباعه وفيه لعن من الله وأنبياءه وملائكته واللاعنين. وأما خلافة أبي بكر للمسلمين فهي باطلة لأنه مأمور بالالتحاق بجيش أسامة حتى أن أسامة احتج عليه بذلك وأما أنه أذن لعمر بالبقاء فهو فعل صريح بالمخالفة لرسول الله (صلى الله عليه وآله). وأما تضعيفه للشهرستاني، فإنا نرجع القاريء إلى ترجمته من قبل علمائهم ففيه كفاية، وهل يخفى مثل الشهرستاني أو لا يعتد به إلا عند معاند. وأين الحيرة بالفلسفة والكلام من الحيرة بالحديث فما هذا إلا خلط الحابل بالنابل, والعجب من منعه الاعتماد على الشهرستاني في مثل بعثة أسامة وهو أمام أهل الملل والنحل عندهم وهو المعتمد في مثل هذه القضايا. ثم أين الثابت القطعي الذي ادعاه من قضية بعثة أسامة حتى يعارض به ما قاله الشهرستاني فإن قول الشهرستاني بلا معارض فيأخذ به. وأما الاستدلال بما رواه الجوهري فهو من باب الإلزام لأن الجوهري ليس من الشيعة قطعاً ومن راجع كتاب السقيفة يعرف قيمة الرجل ومنزلته في الحديث والعلم, ويكفي في ذلك توثيق ابن أبي الحديد له. نعم، هو ليس من الشيعة ولم تثبت وثاقته عندنا ولكن نروي حديثه من باب الإلزام. ودمتم في رعاية الله