وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته الزهد لغة: "الزاي والهاء والدال من لفظة الزُهْدَ أصل يدل على قلّة الشيء، والزهيد: الشيء القليل".(ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج 3، ص 30). وكذلك الزهد: "هو الإعراض عن الشيء وتركه لاحتقاره ولتحرجه منه أو لقلته، والزاهد: العابد، والزهادة في الشيء خلاف الرغبة فيه، وأخذ أقل الزيادة، والزَّهدُ: القدر اليسير".(الفيروز آبادي، القاموس المحيط: ص 403). المعنى الاصطلاحي وردت تعاريف عدّة لمعنى الزهد وكلّها تصبّ في معنى واحد، وهي: - الزهد: هو الإعراض من متاع الدنيا وطيباتها. - زَهِدَ في الدنيا: ترك حلالها مخافة حسابه، وترك حرامها مخافة عقابه. - الزهد: هو صرف الرغبة عن الدنيا وعدم إرادتها بقلبه إلّا بقدر ضرورة بدنه. - الزهد هو: أن تملك نفسك، وتراقب إِذْنَ الله تعالى في كلِّ فعلٍ وتَزكٍّ. وجاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام): الزهد كلّه في كلمتين من القرآن، قال تعالى: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾.(الحديد:آية٢٣). الزهد في الروايات عرّفت الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) حقيقة الزهد في الإسلام: فعن أمير المؤمنين (عليه السلام ) قال: "مَن لم يأْسَ على ما فات، ولم يفرح بالآتي، فقد أخذ الزهد بطرفيه".(ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة:ج٢٠،ص٨٧). وعنه أيضاً: "الزهد تقصير الآمال وإخلاص الأعمال".(الريشهري، ميزان الحكمة:ج٢،ص١١٦٨). ومن فوائد الزهد في الدنيا أنّه: - يهوّن وقع المصيبة على قلب المرء: فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "مَن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات".(الريشهري، ميزان الحكمة:ج٢،ص١١٧٤). - الزهد يورث الحكمة، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "يا أبا ذر، إذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا فاستمع منه، فإنّه يلقى الحكمة".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٧٤،ص٨٠). - الزهد سبب تنزّل الرحمة: قال الإمام علي(عليه السلام): "ازهد في الدنيا تنزل عليك الرحمة".(الريشهري، ميزان الحكمة:ج٢،ص١١٧٣). - الزهد يُبصّر المرء بعيوب الدنيا، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "ازهد في الدنيا يُبصرك الله عيوبها".(ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة:ج١٩،ص٣٣٩).