احمد ناجي - النرويج
منذ 4 سنوات

 اسئلة في عبد الله بن سبأ

في كتاب رجال الكشّي قسم عبد الله ابن سبأ (ذكر بعض أهل العلم أن عبد الله بن سبإ كان يهوديا فأسلم و والى عليا (عليه السلام) و كان يقول و هو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي (عليه السلام) مثل ذلك، و كان أول من شهر بالقول بفرض إمامة علي و أظهر البراءة من أعدائه و كاشف مخالفيه و أكفرهم)


الأخ أحمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته النص المذكور في كتاب الكشي (ره) هو نفسه الذي ذكره الأشعري صاحب المقالات بشكل أكثر تفصيلاً، وعند العودة إلى الأشعري هذا النص من غير سندٍ أو مصدر يمكن الرجوع إليه لإثبات صحة ما يقوله في هذا المورد أو يدّعيه، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى توجد عدة ملاحظات في نفس المتن المذكور، إذ هو قد اشتمل على مسائل مضطربة لا يمكن قبولها. منها: قوله: ((ان عبد الله بن سبأ هو عبد الله بن وهب الراسبي)) مع أنه لا تلاقي بين الأثنين ـ لمن راجع المصادر التاريخية ـ في المنشأ والعقيدة، وإنما هو محض اشتباه وقع به بعض المؤرخين لوجود بعض نقاط التشابه بين الأثنين، مع أن عبد الله بن وهب الراسبي كان قد قتل مع أصحابه في واقعة النهروان، بينما هنا ـ حسب مقالة الأشعري ـ أن أمير المؤمنين (عليه السلام) سيّره إلى المدائن، وهو قول ظاهر البطلان. وأيضاً ما حكاه عن بعض أهل العلم ((بأن إسلام ابن سبأ بعد وفاة رسول الله(ص)) وأنه أشهر القول بوصاية أمير المؤمنين(ع) منذ ذلك الوقت)) مخالف لما نصّ عليه كل من ذكر ابن سبأ من أنّه أسلم زمن عثمان وأظهر مقالاته في ذلك الوقت. وأيضاً قوله: ((إن أمير المؤمنين (ع) أمر بقتله لمّا بلغه أنه كان يسب أبا بكر وعمر فلّما قال الناس ما قالوه سيّره إلى المدائن..))، فهنا إشكال: إن كان سب ابن سبأ لأبي بكر وعمر يستوجب قتلاً فلا يجوز إطلاقه حتى لو كان يدعوا إلى حب أهل البيت (عليهم السلام). فإن ذلك لا يسقط الحدود اللازمة, وإن كان هذا التصرف منه لا يستوجب ذلك فـلِمَ يأمر الإمام (عليه السلام) بقتله؟ فهذا إشكال لا مفر منه. ودمتم في رعاية الله

1