النميمة
السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته لدي امتحان تعبير عن النميمة، فأسأل عن: ماهي النميمة؟ اقسامها؟ أحكامها؟ كيف نجتنبها؟ أحاديث عن النبي (صلى اللّٰه عليه وآله) وآل بيته الأطهار (عليهم السلام).
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
روى المجلسي (رحمه الله)، في بحار الأنوار، جزء (٧٢)، صفحة (٢٦٨)، ما يدل على ذلك، مع بيان له على الرواية، ما هو لفظه: ((عن أبي عبد اللّٰه (عليه السلام) قال: "قال أمير المؤمنين (عليه السلام): شراركم المشاؤن بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، المبتغون للبراء المعايب".
بيان: قال الشهيد الثاني (قدس الله روحه) في رسالة الغيبة في عد ما يلحق بالغيبة: أحدها النميمة وهي نقل قول الغير إلى المقول فيه، كما تقول: فلان تكلم فيك بكذا وكذا، سواء نقل ذلك بالقول أم بالكتابة، أم بالإشارة والرمز فإن تضمن ذلك نقصاً أو عيباً في المحكي عنه كان ذلك راجعاً إلى الغيبة أيضاً، فجمع بين معصية الغيبة والنميمة.
والنميمة إحدى المعاصي الكبائر، قال الله تعالى: ﴿ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾ (القلم: ١١)، ثم قال: ﴿ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ﴾ (القلم: ١٣)، قال بعض العلماء دلت هذه الآية على أن من لم يكتم الحديث ومشى بالنميمة ولد زنا لأن الزنيم هو الدعي، وقال تعالى: ﴿{وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ(١)﴾ (سورة الهمزة) قيل: الهمزة النمام، وقال تعالى عن امرأة نوح وامرأة لوط: ﴿ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍۢ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍۢ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَٰلِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْـًٔا وَقِيلَ ٱدْخُلَا ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّٰخِلِينَ﴾ (التحريم: ١٠) قيل: كانت امرأة لوط تخبر بالضيفان وامرأة نوح تخبر بأنه مجنون، وقال النبي (صلى اللّٰه عليه وآله): "لا يدخل الجنة نمام"، وفي حديث آخر: "لا يدخل الجنة قتات، والقتات هو النمام".
وروي أن موسى (عليه السلام) استسقى لبني إسرائيل حين أصابهم قحط فأوحى الله تعالى إليه أني لا أستجيب لك ولا لمن معك، وفيكم نمام قد أصر على النميمة فقال موسى (عليه السلام): يا رب من هو حتى نخرجه من بيننا، فقال يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نماماً؟ فتابوا بأجمعهم فسقوا.
ثم قال: واعلم أن النميمة تطلق في الأكثر على من ينم قول الغير إلى المقول فيه كأن يقول: فلان كان يتكلم فيك بكذا وكذا، وليست مخصوصة بالقول فيه بل يطلق على ما هو أعم من القول كما مر في الغيبة، وحدها بالمعنى الأعم كشف ما يكره كشفه، سواء كرهه المنقول عنه أم المنقول إليه أم كرهه ثالث وسواء كان الكشف بالقول أم بالكتابة أم الرمز أم الايماء، وسواء كان المنقول من الأعمال أم من الأقوال، وسواء كان ذلك عيباً ونقصاناً على المنقول عنه أم لم يكن، بل حقيقة النميمة إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه، بل كل ما رآه الانسان من أحوال الناس فينبغي أن يسكت عنه إلا ما في حكايته فائدة لمسلم أو دفع لمعصيته، كما إذا رأى من يتناول مال غيره فعليه أن يشهد به مراعاة لحق المشهود عليه فأما إذا رآه يخفي مالاً لنفسه فذكره نميمة وإفشاء للسر، فإن كان ما ينم به نقصاناً أو عيباً في المحكي عنه كان جمع بين الغيبة والنميمة.
والسبب الباعث على النميمة إما إرادة السوء بالمحكي عنه أو إظهار الحب للمحكى له، أو التفرج بالحديث، أو الخوض في الفضول وكل من حملت إليه النميمة وقيل له إن فلاناً قال فيك كذا وكذا، وفعل فيك كذا وكذا، وهو يدبر في إفساد أمرك أو في ممالاة عدوك، أو تقبيح حالك، أو ما يجري مجراه، فعليه ستة أمور:
الأول: أن لا يصدقه لأن النمام فاسق، وهو مردود الشهادة، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ (الحجرات: ٦).
الثاني: أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبح له فعله، قال الله تعالى: ﴿