مهدي - اذربيجان
منذ 4 سنوات

 منشأ ظهور الفرقة الزيدية

السلام عليكم راجعت ترجمة زيد بن علي في كتبنا الرجاللية وجدته ممدوحا و لكن في كتاب الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى وجدت حوارا بينه و بين مؤمن الطاق عليهما الرحمة يفهم الانكار: اختيار معرفة الرجال 328 - حدثني حمدويه بن نصير قال: حدثني محمد بن عيسى عن يونس عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: كنت عند أبي عبد الله ليلا فدخل عليه الأحول فدخل به من التذلل والاستكانة أمر عظيم فقال له أبو عبد الله مالك؟ وجعل يكلمه حتى سكن ثم قال له: بما تخاصم الناس؟ قال: فأخبره بما يخاصم الناس ولم أحفظ منه ذلك فقال أبو عبد الله خاصمهم بكذا وكذا. وذكر أن مؤمن الطاق قيل له: ما الذي جرى بينك وبين زيد بن علي في محضر أبي عبد الله؟ قال: قال زيد بن علي: يا محمد بن علي بلغني أنك تزعم أن في آل محمد إماما مفترض الطاعة؟ قال: قلت نعم وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم فقال: وكيف وقد كان يؤتى بلقمة وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها أفترى أنه كان يشفق علي من حر اللقمة ولا يشفق علي من حر النار؟ قال: قلت له كره أن يخبرك فتكفر فلا يكون له فيك الشفاعة لا ولله فيك المشية فقال أبو عبد الله أخذته من بين يديه ومن خلفه فما تركت له مخرجا. 329 - حدثني محمد بن مسعود قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري قال: حدثني أحمد بن صدقة الكاتب الأنباري عن أبي مالك الأحمسي قال: حدثني مؤمن الطاق واسمه محمد بن علي بن النعمان أبو جعفر الأحول قال: كنت عند أبي عبد الله فدخل زيد بن علي فقال لي: يا محمد أنت الذي تزعم أن في آل محمد إماما مفترض الطاعة معروفا بعينه؟ قال: قلت نعم كان أبوك أحدهم. قال: ويحك فما كان يمنعه من أن يقول لي فوالله لقد كان يؤتى بالطعام الحار فيقعدني على فخذه ويتناول البضعة فيبردها ثم يلقمنيها أفتراه كان يشفق علي من حر الطعام ولا يشفق علي من حر النار؟ قال: قلت كره أن يقول لك فتكفر فيجب من الله عليك الوعيد ولا يكون له فيك شفاعة فتركك مرجئ فيك لله المشية وله فيك الشفاعة. قال: وقال أبو حنيفة لمؤمن الطاق: وقد مات جعفر بن محمد: يا أبا جعفر ان امامك قد مات فقال أبو جعفر: لكن امامك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم. ما رايكم في الروايتين؟


الأخ مهدي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال السيد الخوئي في معجم رجال الحديث 8/361 الرواية بطريقها الاول مرسلة وبطريقها الثاني ضعيفة جدا فان اسحاق ضعيف وأحمد وابا مالك مجهولان. واجاب السيد الخوئي في المعجم 8/ 367 عن بعض تلك الروايات التي تتحدث عن المحادثة بين زيد ومؤمن الطاق بقوله: أقول: هذه الرواية وإن كانت بحسب السند قوية إلا أن دلالتها على قدح زيد تتوقف على دلالتها على عدم اعتراف زيد بوجود حجة غيره وأنه لو كان لأخبره أبوه بذلك، وقد ناظره الأحول ( مؤمن الطاق ) في ذلك وذكر أن عدم إخبار أبيه إياه بذلك كان شفقة منه عليه، وهذه فاسدة جزما. بيان ذلك: أن الأحول كان من الفضلاء المبرزين وكان عارفا بمقام الإمامة ومزاياها فكيف يمكن أن ينسب إلى السجاد عليه السلام أنه لم يخبر زيدا بالامام بعده شفقة منه عليه، وهل يجوز إخفاء الإمامة من جهة الشفقة النسبية، على أن زيدا والعياذ بالله لو كان بحيث لو أخبره السجاد عليه السلام بالامام بعده لم يقبله فهو كان من المعاندين، فكيف يمكن أن يكون مع ذلك موردا لشفقة الإمام عليه السلام ؟ فالصحيح أن الرواية غير ناظرة إلى ذلك، بل المراد بها أن زيدا حيث طلب من الأحول الخروج معه وهو كان من المعاريف وكان في خروجه معه تقوية لأمر زيد، اعتذر الأحول عن ذلك بأن الخروج لا يكون إلا مع الامام وإلا فالخارج يكون هالكا والمتخلف ناجيا، وحينئذ لم يتمكن زيد من جوابه بأنه مأذون من قبل الامام وأن خروجه باذنه، لأنه كان من الاسرار التي لا يجوز له كشفها، أجابه بنحو آخر وهو أنه عارف بوظيفته وأحكام دينه، واستدل عليه بأنه كيف يمكن أن يخبرك أبي بمعالم الدين ولا يخبرني بها مع كثرة شفقته علي، وأشار بذلك إلى أنه لا يرتكب شيئا لا يجوز له إلا أنه لم يصرح بالاذن خوفا من الانتشار وتوجه الخطر إلى الإمام عليه السلام، ولكن الأحول لم يفهم مراد زيد فقال: عدم إخباره كان من شفقته عليك وأراد بذلك: أنه لا يجوز لك الخروج بدون إذن الإمام وقد أخبرني بذلك السجاد ولم يخبرك بذلك شفقة منه عليك فتحير زيد في الجواب فقال: والله لئن قلت ذلك لقد حدثني صاحبك بالمدينة أني أقتل وأصلب بالكناسة، وأراد بذلك بيان أن خروجه ليس لطلب الرئاسة والزعامة بل هو يعلم بأنه يقتل ويصلب، فخروجه لأمر لا يريد بيانه. هذا وإن الأحول لم يصل إلى ما أراده زيد فحج وحدث أبا عبد الله عليه السلام، بالقصة، وأما قول أبي عبد الله عليه السلام: أخذته من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه ولم تترك له مسلكا يسلكه، فهو لا يدل على قدح زيد، وإنما يدل على حسن مناظرة الأحوال في عدم إجابته زيدا في الخروج معه حيث أنه لم يكن مأذونا في ذلك من قبل الإمام عليه السلام، والمفروض أنه لم يكن عالما بأن زيدا كان مأذونا من قبله. ويؤكد ما ذكرناه ما في عدة من الروايات من اعتراف زيد بامامة أئمة الهدى عليهم السلام، وقد تقدمت جملة منها، فتحصل مما ذكرنا أن زيدا جليل ممدوح وليس هنا شئ يدل على قدح فيه أو انحرافه. ودمتم برعاية الله