سياتي يوم نقول فيه مهدينا حفضه الله ( 16 سنة ) - العراق
منذ سنة

ترتيب ايات القرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كلنا نعرف ان اول اية قرآنية نزلت على الرسول صلى الله عليه واله وسلم هي اقرأ فلماذا هي ليست اول اية في ترتيب ايات القران الكريم لماذا ايات القران ليست مرتبة كما اُنزلت وفقكم الله


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ذكر العلماء الذين بحثوا في علوم القرأن أنّ لترتيب القرأن نحوين: تارة بلحاظ الآيات وأخرى بلحاظ السور، أمّا بالنسبة لترتيب القرآن بلحاظ آياته فهذا ماحصل في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله حيث أنّ من المعروف أنّ ترتيب الآيات الموجودة الآن هو ما كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد صرح بذلك علماء الطائفة (انظر صراط النجاة ج1 السؤال رقم 1321). أمّا ترتيب القرآن بلحاظ السور فلا، فإنّ هذا الأمر حصل بعده صلى الله عليه وآله وهناك من يقول حصل في زمانه والأمر فيه سهل لأنّه لا يترتب عليه أي ثمرة ما دمنا من القائلين بترتب الآيات في زمانه صلى الله عليه وآله وحيث إنّ القرآن كان ينزل بالتدريج على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في حياته، وكان يكتب على الرقاع والأحجار والعظام وغيرها، ولم يجمع كمصحف بين دفتين لأنّه لم يكتمل بعد ما دام الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم على قيد الحياة، وإن كان يكتب كل ما تنزل متفرقاً كما ذكرنا. وعندما حانت وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم أمر علياً عليه السلام أن يجمعه بعده، وأمره أن يأخذ القرآن المكتوب على الرقاع والأحجار والعظام من خلف سريره ويجمعه ويرتبه، فانقطع أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وبعد الفجوة التي حصلت بينه وبين من تقلّد مسند الحكم أقبع في بيته يجمع القرآن، فلمّا جمعه جاء به للمسجد وهم مجتمعون فعرضه عليهم فلم يقبلوه، وورد في بعض الروايات أنه عليه السلام قال لهم: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أمر بالقرآن والعترة وهذا القرآن قد جمعته وأنا العترة، فأجابوه بأنّ لا حاجة لنا بك ويكفينا مّا عندنا من القرآن. وفي رواية عن سليم بن قيس، أنّه عند ما جاء بالقرآن وهم مجتمعون في المسجد: ( ... المزید فقام إليه رجل من كبار القوم (وفي رواية أبي ذر : فنظر فيه فلان وإذا فيه أشياء / الاحتجاج : 83) فقال: يا علي ، أردده فلا حاجة لنا فيه ، ما أغنانا بما معنا من القرآن عما تدعونا إليه فدخل علي (عليه السلام) بيته)(كتاب سليم : 72) . وبالنتيجة بعد هذا النوع من التحدي والإحساس بالحاجة إلى وجود قرآن مجموع عندهم، ولمّا يقال من أنّ كثيراً من القرآء قد قتلوا يوم اليمامة فخاف عمر من فقدان القرآن، استقر رأي أبي بكر بعد إلحاح عمر على جمع القرآن، فكلفوا زيد بن ثابت بجمعه من عند الناس، ولكن هذا الجمع لم يكن أكثر من تدوين سور القرآن، وآياته وجمعه في مكان واحد دون ترتيبه، وبقي هذا المجموع عند أبي بكر ثم عند عمر ثم عند ابنته حفصة، وكان الغرض من هذا الجمع هو الحفاظ على القرآن، وتكمن أهميته في ذلك، ولكن بعد أن أمتد الزمن بالإسلام والصحابة ورغبت كل منهم بإمتلاك مصحف خاص به، كتب عدة من الصحابة مصاحف لهم ورتبوها كل بترتيبه الخاص، ولكن أغلبها كان يقدم السور الطوال على القصار خلافاً لمصحف علي (عليه السلام) المرتب على تاريخ النزول، فكان منها مثلاً مصحف عبد الله بن مسعود ومصحف أبى بن كعب، وغيرها ولمزيد من الاطلاع انقل لكم ماذكره الشيخ محمد هادي معرفة في كتابه التمهيد : جمع علي بن أبي طالب (عليه السلام) أوّل من تصدّى لجمع القرآن بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) مباشرة، وبوصيّة منه(1) هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) قعد في بيته مشتغلا بجمع القرآن وترتيبه على ما نزل، مع شروح وتفاسير لمواضع مبهمة من الآيات، وبيان أسباب النزول ومواقع النزول بتفصيل حتى أكمله على هذا النمط البديع. قال ابن النديم -بسند يذكره-: إن عليًا (عليه السلام) رأى من الناس طيرة عند وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فأقسم أن لا يضع رداءه حتى يجمع القرآن. فجلس في بيته ثلاثة أيام(2) حتى جمع القرآن. فهو أوّل مصحف جمع فيه القرآن من قلبه(3) وكان هذا المصحف عند آل جعفر. قال: ورأيت أنا في زماننا عند أبي يعلى حمزة الحسيني(رحمه الله) مصحفًا قد سقط منه أوراق بخط علي بن أبي طالب، يتوارثه بنو حسن(4). وهكذا روى أحمد بن فارس عن السدّي عن عبد خير عن علي(عليه السلام)(5). وروى محمد بن سيرين عن عكرمة، قال: لمّا كان بدء خلافة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب في بيته يجمع القرآن. قال: لو اجتمعت الإنس والجنّ على أنّ يألفوه هذا التأليف ما استطاعوه.قال ابن سيرين: تطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه(6). قال ابن جزى الكلبي: كان القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) مفرّقًا في الصحف وفي صدور الرجال فلمّا توفي جمعه علي بن أبي طالب على ترتيب نزوله. ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير ولكنه لم يوجد(7). قال الإمام الباقر(عليه السلام): ما من أحد من الناس يقول أنّه جمع القرآن كلّه كما أنزل الله إلاّ كذّاب. وما جمعه وما حفظه كما أنزل الله إلاّ علي بن أبي طالب(8). قال الشيخ المفيد - في المسائل السرويّة -: وقع جمع أمير المؤمنين(عليه السلام) القرآن المنزل من أوّله إلى آخره، وألّفه بحسب ما وجب تأليفه، فقدّم المكيّ على المدنيّ والمنسوخ على الناسخ، ووضع كلّ شيء منه في حقّه(9). وقال العلاّمة البلاغي: من المعلوم عند الشيعة أنّ عليًا أمير المؤمنين بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يرتد برداء إلاّ للصلاة حتى جمع القرآن على ترتيب نزوله وتقدّم منسوخه على ناسخه. وأخرج ابن سعد وابن عبد البّر في الاستيعاب عن محمد بن سيرين، قال: نبئت أنّ عليًا أبطأ عن بيعة أبي بكر، فقال: أكرهت إمارتي؟ فقال: آليت بيميني أن لا أرتدي برداء إلاّ للصلاة حتى أجمع القرآن. قال: فزعموا أنّه كتبه على تنزيله. قال محمد: فلو أصبت ذلك الكتاب كان فيه علم(10). قال ابن حجر: وقد ورد أنّ عليًا جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أخرجه ابن أبي داود(11). قال ابن شهر آشوب: ومن عجب أمره في هذا الباب أنّه لاشيء من العلوم إلاّ وأهله يجعلون عليًا قدوة، فصار قوله قبلة في الشريعة. فمنه سمع القرآن. ذكر الشيرازي في نزول القرآن عن ابن عباس قال: ضمّن الله محمدًا أن يجمع القرآن بعده علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال: فجمع الله القرآن في قلب عليّ، وجمعه عليّ بعد موت رسول الله بستة أشهر... قال: وفي أخبار أبي رافع: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال في مرضه الذي توفي فيه-لعلي-: يا عليّ هذا كتاب الله خذه إليك، فجمعه علي في ثوب ومضى إلى منزله، فلمّا قبض النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) جلس عليّ فألفه كما أنزل الله، وكان به عالمًا. قال: وحدّثني أبو العلاء العطار، والموفّق الخطيب خوارزم في كتابيهما بالإسناد عن علي بن رباح: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر عليًا بتأليف القرآن فألّفه وكتبه. وروى أبو نعيم في الحلية والخطيب في الأربعين بالإسناد عن السدي، عن عبد خير، عن علي (عليه السلام) قال: لمّا قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقسمت أن لا أضع ردائي على ظهري حتى أجمع مابين اللوحين، فما وضعت ردائي حتى جمعت القرآن. قال: وفي أخبار أهل البيت عليهم السلام: أنه (عليه السلام) آلى على نفسه أن لا يضع رداءه على عاتقه إلاّ للصلاة حتى يؤلّف القرآن ويجمعه، فانقطع عنهم مدة إلى أن جمعه، ثم خرج إليهم به في إزار يحمله وهم مجتمعون في المسجد، فأنكروا مصيره بعد انقطاع مع الالبة. فقالوا: لإمر ما جاء أبو الحسن، فلمّا توسّطهم وضع الكتاب بينهم، ثم قال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي. وهذا الكتاب، وأنا العترة. فقام إليه الثاني وقال له: إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله، فلا حاجة لنا فيكما. فحمل(عليه السلام) الكتاب وعاد به بعد أن ألزمهم الحجّة. وفي خبر طويل عن الإمام الصادق (عليه السلام): أنه حمله وولّى راجعًا نحو حجرته، وهو يقول: ﴿فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْس مايَشْتَرُونَ﴾ (12). 1- راجع تفسير القمي: ص745. وبحار الأنوار: ج92/ص48/ح5، وص52/ح18. 2- ولعله سهو من الراوي: لأنّ الصحيح أنّه (عليه السلام) أكمل جمع القرآن لمدة ستة أشهر، كان لا يرتدي خلالها إلاّ للصلاة. المناقب: ج2/ص40. 3- قال ابن عباس: فجمع الله القرآن في قلب علي، وجمعه علي بعد موت رسول الله بستة أشهر. نفس المصدر. 4- الفهرست: ص 47-48. 5- في كتابه (الصاحبي) ص169. هامش تأويل مشكل القرآن: ص275/ط2. 6- الإتقان: ج1/ص57. وراجع الطبقات: ج2/ص101. والاستيعاب بهامش الاصابة: ج2/ص253. 7- التسهيل لعلوم التنزيل: ج1/ص4. 8- بحار الأنوار: ج92/ص88 ح27. 9- نفس المصدر. 10- آلاء الرحمان: ج1/ص18 بالهامش. وراجع الطبقات: ج2/ص101. والاستيعاب بهامش الاصابة: ج2/ص253. 11- الإتقان: ج1/71 - 72. 12- المناقب: ج2/ص40-41. آل عمران/87. وراجع بحار الأنوار: ج92/ص51-52/ح18

2