logo-img
السیاسات و الشروط
فاطمة الزهراء ( 18 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

زيارة عاشوراء

ما معنى النص الوارد في زيارة عاشوراء (وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتكُم عَن مَقامِكُم وَأزالَتكُم عَن مَراتِبكُمُ الَّتي رَتَّبَكُمُ اللهُ فِيها) وفقكم الله


وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللهُ فِيها .. الشرح : الدفع : الازالة بقوّة كما جاء في منتهى الارب . المقام : في الأصل مكان القيام ويستعمل توسّعاً في المجلس والمكان ، وكلّ ما يقع في المجلس أو ما كان بحاجة إلى قيام . ويستعمل أيضاً في المكانة والمنزلة الاجتماعيّة المعنويّة كما قال المطرّزي في حاشية المقامات ، إلّا أنّهم اتسعوا فيها واستعملوها استعمال المكان والمجلس ، قال الله : ( خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا ) إلى أن قيل : لما يقام به من خطبه أو ما يشبهها مقامه . كما يقال له : مجلس . وقريب منه ما في الأساس ، والسيّد شارح الصحيح صرّح بتعميم المعنى المذكور وإن كان لا يحتاج إلى شاهد لشديد وضوحه وظهوره . الإزالة : الإبعاد كما صرّح بذلك البيهقي .. والمراد من الدفع عن المرتبة والإخراج من المقام الإلهي نفس المعنى من عدم تمكينهم من رياستهم الظاهريّة وولايتهم الصوريّة ولا يقصد به حقيقة الإمامة وواقع الخلافة ، لأنّه غير قابل للغصب وهو أعلى آلاف المرّات من أن تطاله يد المخالفين لأنّه منصب الهيّ وكمال نفسانيّ ودرجة وهيبة . وفيها يشير الإمام السجّاد إلى عيد الأضحى والجمعة وصلاة العيدين والخطبة ويقول : « اللهمّ هذا المقام لخلفائك وأصفياءك ومواضع اُمناءك في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها قد ابتزّوها » وهذا الابتزاز والإزالة والدفع كلّ ذلك ناشئ عن الصدر السالف والقرن الأوّل من عدول الصحابة ، ولا تتنافى عدالتهم مع ظلم أهل البيت وإيذاء فاطمة عليها‌السلام وإحراق بيتها والخلاف مع عليّ عليه‌السلام وبغض الحسنين عليهما‌السلام ، بل لا يتنافى ذلك عندهم مع تغيير جميع الفروع والاُصول والأحكام وهدم أساس الشريعة المقدّسة ـ على الصادع بها ألف سلام ـ كما يظهر ذلك من الأخبار المبثوثة في مطاوي كتبهم المعتمدة واُصولهم الصحيحة . نقل السيّد المحقّق الأمين شارح الصحيفة المقدّسة من الجمع بين الصحيحين في مسند أبي الدرداء في الحديث الأوّل من أخبار البخاري : قالت اُمّ الدرداء : دخل عليّ أبو الدرداء وهو مغضب ، فقلت : ما أغضبك ؟ فقال : والله ما أعرف من أمر محمّد شيئاً إلّا أنّهم يصلّون جميعاً وفي الحديث الأوّل من صحيح البخاري من مسند أنس بن مالك نقل عن الزهري قال : دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ فقال : لا أعرض شيئاً ممّا أدركت إلّا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيّعت وفي حديث آخر إنّه قال : ما أعرف شيئاً ممّا كان على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . قيل : فالصلاة ؟ قال : أليس صنعتم ما صنعتم فيها وهذه شهادة صريحة من أبي الدرداء وأنس بن مالك ـ وهما من أكابر الصحابة عند أهل السنّة والجماعة ـ بأنّ أحكام الشريعة بأجمعها غيّرت ، وبدّلت أحكام الشرع الشريف عامّة ، حتّى الصلاة وهي أظهر الواجبات وأعرف الفرايض ، وجميع ما مرّ جرى على أيدي الصحابة والتابعين الذين رووا في حقّهم « خير القرون قرني ثمّ القرن الذي يليه » وإذا كان حال القرن الأوّل والثاني بهذه المثابة فما بالك بالقرون اللاحقة والأعصار التابعة التي تتبدّل في كلّ يوم أحوالها ، وتتنزّل شئونها باعترافهم . وطبقاً للحديث سابق الذكر يمكن أن نقول : * خُذ جملة البلوى ودع تفصيلها *…

2