احمد هاشم - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 تواتر الحث على الزيارة

السلام عليكم ارغب في زياة مراقد اهل البيت ( عليهم السلام ) في مصر ، وقد زرت مرقد الامام الحسين ( عليه السلام ) ومرقد السيدة زينب ( عليها السلام ) ومرقد السيدة نفيسة ( عليها السلام ) ، فهل هذه هي مراقدهم فعلا ؟ وهل يستحب زيارتها ؟ وكذلك اسأل عما اذا كانت هناك مراقد اخرى لاهل البيت ( عليهم السلام ) واصحابهم واماكن وجودها في مصر لكي يتسنى لي زيارتها ؟ مع شكري الجزيل


الأخ أحمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بحسب ما ذكره المحقق الباحث السيد محمد حسين الجلالي في كتابه (مزارات أهل البيت (ع) وتأريخها). عند حديثه عن المراقد في مصر: أن الظاهر من الروايات والأخبار أن تربة السيدة زينب (عليها السلام) كانت القاهرة، وقال ذلك بناءً على ما أورده النسابة العبيدلي المتوفي 277هـ في كتابه (أخبار الزينبيات) والذي يعد من أقدم وأوثق الكتب في هذا المضمار.. وعليه فلا بأس بزيارة هذا المكان الشريف الذي يتعطر بذكر آل محمد(عليهم السلام)، وأن شاء الله تكونون من المأجورين على نيتكم في هذه الزيارة . وأما بالنسبة لمرقد السيدة نفيسة فيذكر السيد الجلالي (ص283): أن صاحبة القبر هي نفيسه بنت الحسن الأنور بن زيد بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ولدت بمكة المكرمة في الأربعاء 11 ربيع الأول سنة 145هـ ونشأت بالمدينة وذهبت إلى مصر عام 193هـ وأقامت بها إلى أن توفيت، نزلت مصر في 26 رمضان بدار أم هاني وفي رواية إنها كانت تحاول المغادرة إلى أهلها ولكن حاكم مصر منعها كما رويت لها كرامات، وذكر ابن حجر لها ما يقرب من مائة كرامة، وكان الإمام الشافعي كلما مسّه ضرّ أرسل إليها رسولاً يسألها الدعاء فلا يعود الرسول من عندها إلاّ ويكون قد شفي، وإن في مرضه الأخير أرسل إليها رسولاً فقالت متعه الله بالنظر إلى وجهه فلما بلغ الخبر الشافعي علم أنّه ميت. وفي (طبقات الشعراني ج1، ص66): أنّ الشيخ أبا المواهب الشاذلي رأى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له: (يا محمد إن كانت لك إلى الله تعالى حاجة فانذر لنفيسة الطاهرة ولو بدرهم يقضي الله تعالى حاجتك). وفي (نور الأبصار 2: 231): إنها لما احتضرت قرأت سورة الأنعام، فلما وصلت إلى قوله تعالى: (( لهم دار السلام عند ربّهم )) ماتت. وقال المقريزي في (خططه 3: 341): (يقال إنها حفرت قبرها هذا وقرأت فيه تسعين ومائه ختمة). انتهى. وتوجد هناك مراقد أخرى في مصر منها مرقد رأس الحسين (عليه السلام)، وهو مما يستفاد ـ بحسب بعض الروايات ـ بقاء الرأس الشريف عند يزيد (لع) وعدم أعطاءه للإمام زين العابدين (عليه السلام) حين طلبه منه ثم نقله إلى عسقلان ومنها إلى القاهرة.. مع أنه توجد روايات أخرى تقول بأعادة الرأس الشريف ودفنه مع الجسد المبارك في كربلاء، إلاّ أن القدر المتيقن من الروايات أن الرأس المدفون في ذلك المكان المنسوب في القاهرة لا يعدو أن يكون لاحد شهداء واقعة كربلاء الأليمة. وأيضاً هناك مرقد لاحد الموالين المخلصين لأهل البيت (عليهم السلام) وهو مرقد الصحابي محمد بن أبي بكر، وهو مدفون في المكان المعروف اليوم بـ (جامع محمد الصغير) بشارع الوداع بمصر القديمة. وهناك أيضاً مشهد زين العابدين (عليه السلام) حيث يوجد في القاهرة حي باسم حي زين العابدين لوجود هذا المشهد فيه وذلك لانّ فيه مدفن رأس زيد بن الإمام زين العابدين بن الحسين بن علي (عليهما السلام) الذي صلب جسده ثم حمل رأسه إلى دمشق الشام ثم قدم به إلى مصر وطيف بها ثم نصبت على المنبر بالجامع بمصر في عام 122هـ فسرقت ودفنت في هذا الموضع وبني عليها مشهد في الدولة الفاطمية. وأيضاً هناك مزار لصاحب أمير المؤمنين (عليه السلام) ووزير دفاعه مالك الأشتر، وقبره اليوم خارج القاهرة في منطقة تسمى (القلج) والعامة تلفظ القاف ألفاً، وفيها محطة سكة حديد يمر القطار في طريقها في ميدان باب التحرير وتبعد حوالي عشرة كيلو مترات عن القاهرة. ودمتم في رعاية الله