مرتضى - بلجيكا
منذ 4 سنوات

 تواتر الحث على الزيارة

سلام عليكم سؤالي شرح هذا الحديث الذي روي في كتاب كامل الزيارات: ان الله عز وجل يزور الحسين عليه السلام في ليلة جمعة سبعين مرة . قرأت هذا في الإنترنت في إحدى المنتديات و لكن النص الموجود في الكتاب حسب النقل هو : ************************* حدّثني أبي وأخي وجماعة مشايخي, عن محمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس, عن حمدان بن سليمان النّيسابوري, عن عبد الله بن محمّد اليماني, عن منيع بن حجاج, عن يونس, عن صفوان الجمّال, قال : قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) لمّا أتى الحيرة : هل لك في قبر الحفسين (عليه السلام) قلت : وتزوره، جعلت فداك ! قال : وكيف لا أزوره, والله يزوره في كلّ ليلة جمعة، يهبط مع الملائكة إليه, والأنبياء والأوصياء, ومحمّد أفضل الأنبياء، ونحن أفضل الأوصياء, فقال صفوان : جعلت فداك! فنزوره في كلّ جمعة, حتّى ندرك زيارة الرّب, قال : نعم يا صفوان, إلزم ذلك؛ يكتب لك زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وذلك تفضيل وذلك تفضيل ************************* مع شرح وافي فهذا أهم و أهم أسئلتي و أرجوا أن أجد له جوابا شافيا وافيا يثلج صدري حول كيفية الزيارة و معناها و إن كانت الإستدلال من القرآن و الأحاديث الشريفة لكان أفضل مع الرجاء بتوضيح الدليل العقلي لهذا الأمر


الأخ مرتضى المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زيارة الرب في الرواية كناية عن انزال رحماته الخاصة عليه وعلى زائريه، أو ابداء شيء من مظاهر جلاله العظيم الذي تجلى للجبل فجعله دكاً وخرّ موسى صعقاً. ولابد أن لا يفهم من زيارة الرب والهبوط النزول من مكان مرتفع إلى أخر منخفض أو الانتقال من مكان إلى آخر الذي يستلزم الجسمية المنزه عنها سبحانه وتعالى، بل معناه ان الزائر يكون كأنما زار الرب وان ذلك نظير قوله تعالى في الحديث القدسي ( أنا جليس من ذكرني ) فزائر الحسين (عليه السلام) قريب من الرب كأنه زائر له كما الذاكر لله كأنما هو مجالس لله تعالى. وكل ذلك لابد أن يفهم على أساس حالة معنوية يرتقي الزائر بها فيتقرب من الله تعالى كانه يدرك زيارة الرب ويدرك زيارة الأنبياء والأوصياء . وقد فهم ذلك من الحديث كل من تطرق إلى شرحه من علماء الإمامية مثل المجلسي في (البحار ج98 ص60) والحر العاملي في (الوسائل ج14 ص480) . كما انه لابد أن نعرف عدم امكان النظر إليه سبحانه وتعالى، فلابد ان لا نتوهم من ادراك زيارة الرب اننا نستطيع النظر إليه يقول تعالى: (( قَالَ رَبّ أَرني أَنظر إلَيكَ قَالَ لَن تَرَاني وَلَكن انظر إلَى الجَبَل فَإن استَقَرَّ مَكَانَه فَسَوفَ تَرَاني فَلَمَّا تَجَلَّى رَبّه للجَبَل جَعَلَه دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سبحَانَكَ تبت إلَيكَ وَأَنَا أَوَّل المؤمنينَ )) (الأعراف:143), و(لن) تفيد التأبيد بمعنى انك لا تستطيع النظر إليَّ إلى الأبد ببصرك هذا. وقد دل الدليل العقلي على عدم إمكان النظر إليه تعالى لأن ذلك يستلزم محدودية الباري عز وجل فإن النظر إليه واثبات الحدود له تعالى يبطل كونه لا متناه الذي ثبت بالدليل. ودمتم في رعاية الله