مرتضى - بلجيكا
منذ 4 سنوات

 تواتر الحث على الزيارة

بسم الله الرحمن الرحيم في زيارة للإمام الحسين سلام الله عليه يرويها ابن قولويه القمّي رحمه الله  في كتابه ((كامل الزيارات)) ؛ عن الإمام الصادق سلام الله عليه مخاطباً جدّه  الإمام الحسين سلام الله عليه: ( وضمَّن - أي الله تعالى - الأرض ومَن عليها دمك وثارك ) (385 ح17 الباب 79 زيارات الإمام الحسين بن علي عليهما السلام ) . ما معنى هذه الفقرة من زيارة سيد الشهدآء, خصوصاً ( وضمّن الأرض ومَن عليها ), ؟ ما معنى الدم و الثار, أليسا شيئ واحدا ؟ ثمّ أليس تلك الدمآء الطاهرة قد رُفعت إلى السمآء, و لصقت بالعرش, و لم يبق منه شيئ في الأرض, فكيف (( ضمََّن)) فيها ؟ و يمكنني القطع أنّه لم يرد مثل هذا التعبير في الأدعية والزيارات المرويّة عن أهل البيت عليهم السلام, فحبذا تشرحونه بشكل تفصيلي أرجوكم ؛ لأنّ الاختصار  لا يروي عطشنا, فنرجوكم بشرحكم الوافي التفصيلي أن  تروون بها قلوبنا العطشى لمثل هذه المعارف السامية, بحق فاطمة الزهرآء سلام الله عليها .


الأخ مرتضى المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد شرح الشيخ المجلسي صاحب (البحار) ـ طيبّ الله ثراه ـ هذه الفقرة من الزيارة, قائلاً: ((قوله عليه السلام: (ضمّن الأرض ومَن عليها دمك), تضمين الأرض إمّا على سبيل المبالغة والمجاز كناية عن تعظيم الأمر وتفخيمه, أو المراد أنّ الله يأمر الأرض في القبر بتعذيب قاتليه, وفي الرجعة بخسفهم وغيره, أو المراد أهل الأرض من الملائكة والجن فيكون المراد بمن عليها الإنس أو الأعم تعميماً بعد التخصيص . ويحتمل : أن يكون المراد أنّ الله أودع الأرض أجساد قاتليه حتّى ينتقم له منهم في الرجعة وفي القيامة, أو أنّه تعالى لما خربت الأرض بعد شهادته وسفكت فيها الدماء, وقتل الله قاتليه وأشباههم بأيدي من خرج بعده فكأنه ضمن الأرض دمه حيث جرى انتقامه عليها أيضاً)). (بحار الأنوار 98: 170). وعطف الثار على الدم هو عطف تفسيري بمعنى أنّ هذا الدم المضمون إنّما هو من جهة الثأر من القاتلين. وأمّا كون تلك الدماء الطاهرة قد صعدت إلى السماء, فالمنقول أنّ الدم الذي حمله الإمام الحسين (عليه السلام) ورماه إلى السماء هو دم عبد الله الرضيع (عليه السلام), وقد روي أنّه (عليه السلام) رمى أيضاً شيئاً من دمائه الطاهرة إلى السماء بعد اصابته بالسهم المثلث في قلبه الشريف, ولطخ بالبعض الآخر وجهه ولحيته, ولكن هذا لا يعني صعود دمه كلّه إلى السماء بل بعضاً منه, والبعض الآخر يكون ممّا تضمنته الأرض أيضاً . ودمتم في رعاية الله

1