( 19 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

سؤال اجتماعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماذا أفعل مع الشخص الذي تتواضع له فيستغل تواضعك وفي وقت احتياجه لك يأتيك مسرعا وفي سائر الاوقات لا ياتيك.


عليكم السلام إنّ على الإنسان المؤمن أن يتغاضى عن الإساءة، ويصفح عن الزلل والخطأ، ومحاولة إصلاح الإساءة بالإحسان. يقول الله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ وقال تعالى: ﴿وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ..﴾ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض" فالأخلاق الإسلامية تفرض علينا غض النظر وتناسي إساءة الآخرين علّ ذلك يدفع المسيء إلى الحرص أكثر وعدم العودة إلى الخطأ. وإنّ قبول معذرة الصديق عند إعتذاره دون تعنّت هو من سمات كرم الأخلاق وطهارة الضمير والوجدان. وفي أكثر الأحيان قد لا يجدي العتاب نفعاً، وقد يكون الصفح أبلغ وأجمل في ردع الإنسان عن خطأه. أحضر الإمام الكاظم عليه السلام ولده يوماً ما وقال لهم: "ياَ بنيَّ إني موصيكم بوصيةٍ، فمن حفظها لم يضع معها، إن آتاكم آتٍ فأسمعكم في الأُذن اليمنى مكروهاً، ثم تحوّل إلى الأُذن اليسرى فاعتذر وقال: لم أقل شيئاً فاقبلوا عذره" وصدق أمير المؤمنين عليه السلام حين قال: " أَوَّلُ عِوَضِ الْحَلِيمِ مِنْ حِلْمِهِ أَنَّ النَّاسَ أَنْصَارُهُ عَلَى الْجَاهِلِ "

4