logo-img
السیاسات و الشروط
........ ( 26 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

الدعاء لغير الله تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك أية في القرأن الكريم.. الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ممكن تفسير هذه الآية و هل حرام ان ندعو الائمة و الاستغاثة بهم ممكن جواب على هذا السؤال


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب تتكلم الاية الشريفة مع الاية التي بعدها عن التوحيد ومكافحة الشرك، وتكملان ما عالجته الآيات السابقة، فتعدان كل شرك في العبادة عملا سفيها وبعيدا عن المنطق والعقل! والتدقيق في مضمون هاتين الآيتين يكشف أنهما تبطلان منطق المشركين بعدة أدلة، والسر في كون القرآن يعالج إبطال الشرك باستدلالات مختلفة، وكل حين يأتي ببرهان مبين، لأن الشرك ألد أعداء الإيمان، وأكبر عدو لسعادة الفرد والمجتمع. ولما كانت للشرك جذور مختلفة وأفانين متعددة في أفكار البشر، فإن فتقول الآية الأولى من هاتين الآيتين: إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم. فبناء على ذلك لا معنى لأن يسجد الإنسان لشئ مثله، وأن يمد يد الضراعة والحاجة إليه، وأن يجعل مقدراته ومصيره تحت يده! وبتعبير آخر: إن مفهوم هذه الآية هو أنكم - أيها المشركون - لو أنعمتم النظر لرأيتم معبوداتكم ذات أجسام وأسيرة المكان والزمان، وتحكمها قوانين الطبيعة، وهي محدودة من حيث الحياة والعمر والإمكانات الأخرى. وخلاصة الأمر: ليس لها امتياز عليكم، وإنما جعلتم لها امتيازا عليكم بتصوراتكم وتخيلاتكم! (تفسير الامثل، الشيخ ناصر مكارم شيرلزي، ج٥/ص٣٣٣) اما قضية دعاء اهل البيت وطلب الحاجات منهم فليس هذا من الشرك فنحن نطلب الحاجات يوميا من الناس ونلتمسهم قضاءها سواء اكان ذلك لقاء اجر ام تفضلا واحسانا ... المزید.. فالابن يطلب من والديه ان ينفقا عليه او العكس، والجار يطلب من جاره بعض الحاجات، والصديق يطلب من صديقه ... وهكذا، فالدنيا كلها قائمة على طلب الحوائج من الناس وايضا قضاء حوائجهم، ولا يتصور ان يوجد مجتمع يكتفي كل فرد فيه بحوائج نفسه ولا يطلب حاجة من نظرائه . ولامام المعصوم (عليه السلام)لا يختلف عن غيره من هذه الجهة فهو (عليه السلام) يملك قضاء بعض الحوائج التي لا يقدر عليها غيره لقربه من الله تعالى، فنحن نطلب من الامام المعصوم (عليه السلام)ان يقضي حوائجنا مع توجهنا التام الى ان له منزلة عند الله تعالى ولا نطلب منه ان يقضيها مع الغفلة عن تلك المنزلة وذلك المقام ...... والاصل في طلب الحوائج من الامام هو طلب الداني من العالي فيما يستطيع ان يفعله العالي، ومثاله الرئيس او الزعيم او شيخ العشيرة، فان التجربة اليومية تثبت جواز وصحة طلب الحوائج منهم ولو بالواسطة، ولا يقال لمن يفعل ذلك في جميع الامثلة المذكورة بانه مشرك لانه قد طلب حاجة من الناس او من فلان او فلان، انما الشرك هو الاعتقاد بان للانسان او غيره شركة مع الله تعالى في امور تدبير الخلق، وانه قادر على قضاء ما يسأل باستقلال تام عن الله، او على نحو التفويض بان يعتقد ان الله قد فوض الى الامام التصرف من دون اذنه، أي باختصار انه يعتقد الوهية المسؤول سواء أكان اماما او لا، ونحن نقول ان الائمة هم عباد الله المخلصين وهم مخلوقون ومربوبون لا يملكون لانفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا ولا حياة ولا موتا ولا نشورا ...... فعبودية الائمة لله عز وجل من مبادئ مذهب التشيع، بل انهم (عليهم السلام) اعبد الناس لربهم . وقد جعل الله تعالى لهم بسبب تلك العبودية مقاما ومنزلة وشفاعة . ولذلك نقول في جواب سؤالك : لا يجوز ان تطلب من الامام المعصوم شيئا من امور الاخرة بمعزل عن الله تعالى، ولكن يجوز ان تطلب من الامام الحي مثلا بعض الحوائج كما تطلبها من سائر الناس، أي حوائج الدنيا . (منقول من مركز الابحاث العقائدية) تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

12