logo-img
السیاسات و الشروط
Anna ( 38 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

تفسير تسنيم وارتباطه بتفسير الميزان

ماهي مراتب تفسير باطن القران لدى العلامة جواد الاملي وهل يختلف عن نهج استاذه العلامة الطباطبائي ؟


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب تفسير تسنيم في 80 مجلدا* للشيخ عبد الله الجوادي الآملي ، وهو من العلماء والفلاسفة المعاصرين المعروفين في الحوزة الدينية في قم، وهو من أبرز تلامذة المفسر الكبير محمد حسين الطباطبائي الذي يعدّ من أبرز فلاسفة وعرفاء ومفكري الشيعة في القرن العشرين .. استمر الشيخ جوادي آملي علی منهج أستاذه في التفسير وتدريس الفلسفة في الحوزات العلمية. يعدّ تفسير التسنيم من التفاسير الجامعة المعاصرة .. اعتمد المؤلف فيه علي ثلاثة أساليب في التفسير: تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنّة، وتفسير القرآن بالعقل والاجتهاد .. وهو يری بأن طريقة تفسير القرآن بالقرآن هي أفضل الطرق وأقواها، ففي هذه الطريقة كل آية من القرآن الكريم تتضح من خلال التدبّر في باقي الآيات القرآنية والاستفادة منها. وهذا التفسير هو سلسلة محاضرات ألقاها على طلابه امتدت عدة سنين .. وأما عن أسلوب روايات هذا التفسير، فيحاول المؤلف أن يقوم بدراسة سندية وتحليل مفهومي للأحاديث علی أساس معايير فقه الحديث. لم تكتمل طباعة كل أجزائه، ترجم منه ستة أجزاء للعربية. يرى بعض الباحثين أنّ تفسير تسنيم هو حلقة مكمّلة لتفسير الميزان كما جاء في مقدمة مؤسسة الإسراء للنسخة المترجمة، وذلك بمعنى أنه يطرق أبواب الحيثيات التي أغفلها الميزان لدواعٍ وأسباب اقتضت ذلك وقت تصنيفه . ولكن يمكن القول أنّ تفسير تسنيم مبني في أغلب مفاصله على ذات منهج وأطروحة الميزان سوى أنّه يمتاز بعرضه للمعارف والأفكار المتناولة في تفسير الميزان بشكلٍ موسَّعٍ وشرحٍ مفصَّل ومبَّسط بحيث لا يحتاج فهمه غالبا إلى قطع أشواط علمية عالية، ويمكن القول أنّ هذا هو الطابع الغالب على كثير بل أكثر مباحث تفسير تسنيم . نعم يُحسَب له أنّه في مواطن كثيرة تعرَّض لذكر نكات علميّة لم تَرِد في الميزان بل اختلف في بعض الموارد مع صاحب الميزان وأشكل عليه، وإن كانا يتبّعان المنهج ذاته . أضف إلى ذلك أنّ تفسير تسنيم قد توسّع في مباحث الأحكام الشرعية عند التعرض إلى آيات الأحكام (التفسير الفقهي) المتناثرة في القرآن الكريم كما أشار السيد محمّد علي إيازي إلى ذلك في النص الذي اقتبسناه آنفاً. وفضلاً عن كلّ ذلك يمتاز تفسير تسنيم باتجاهه الأخلاقي حيث توسّع في كثيرٍ من المباحث التفسيرية ذات الحيثية الأخلاقية والاجتماعية . وعلى أيّ حال فإنّ تفسير تسنيم يُعدّ إضافةً مهمّة في مجال تفسير القرآن الكريم تستحق أن تكون موضوعاً للدراسات المهتمة بهذا المجال، ولكن يبقى رأي الأعمّ الأغلب من الباحثين بما فيهم مؤلف تفسير تسنيم نفسه على أنّ الريادة في هذا المجال لا تزال لتفسير الميزان الذي لم تنتج الحواضر العلميّة حتى يومنا هذا تفسيراً يفوقه لا من حيث المنهج ولا من حيث المادة العلميّة . تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته