logo-img
السیاسات و الشروط
تم اخفاء الاسم ( 20 سنة ) - العراق
منذ سنة

الوقوف في الصلاة

السلام عليكم،، في الايه الكريمه يقول الله تعالى ،،ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملموما محسورا ،، حسب رأيكم شنو معناها لاتبسطها كل البسط احنه الشيعة ايدينا في الصلاة تمام البسط لعد شنو معنى الآية الكريمة،، وشكرا


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاية المباركة تتكلم عن الإنفاق ولاعلاقة لها بالصلاة انقل لكم تفسير الاية من تفسير الأمثل الجزء ج٨ ص ٤٦٢: الإعتدال هو شرط في كل الأمور بما فيها الإنفاق ومساعدة الآخرين، لذلك تنتقل الآية للقول: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك. وهذا تعبير جميل يفيد أن الإنسان ينبغي أن يكون ذا يد مفتوحة، لا أن يكون مثل البخلاء وكأن أيديهم مغلولة إلى أعناقهم بخلا وخشية من الإنفاق. ولكن في نفس الوقت تقرر الآية أن بسط اليد لا ينبغي أن يتجاوز الحد المقرر والمعقول في الصرف والبذل والعطاء، حتى لا ينتهي المصير إلى الملامة والابتعاد عن الناس: ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا. و " تقعد " مشتقة من " قعود " وهي كناية عن التوقف عن العمل. أما تعبير " ملوم " فهو يشير إلى أن عاقبة الإسراف لا تؤدي إلى توقف الإنسان عن عمله ونشاطه وحسب، وإنما تؤدي إلى إيقاع لوم الناس عليه. " محسور " مشتقة من كلمة " حسر " وهي في الأصل تعني خلع الملابس رفع الثوب وإظهار بعض البدن من تحته، لذا يقال للمقابل الذي لم يلبس الخوذة والدرع، بأنه " حاسر ". وأيضا يقال للحيوان الذي يتعب من كثرة المشي بأنه " حسير " أو " حاسر " بسبب استنفاذ طاقته وقدرته. وقد توسع هذا المفهوم فيما بعد بحيث أصبح يطلق على كل إنسان عاجز عن الوصول إلى هدفه بأنه " حسير " أو " محسور " أو " حاسر ". أما كلمة " الحسرة " والتي تعني الغم والحزن، فهي مشتقة من هذه الكلمة، وتطلق على الإنسان الفاقد لقابلية حل المشاكل بسبب الضعف. وكذلك بالنسبة للإنفاق، فهو إذا تجاوز الحد المقرر بحيث يستنفذ طاقة الإنسان، فإنه يؤدي إلى أن يصاب صاحبه بالغم والحزن بسبب الضعف عن أداء واجباته ومسؤولياته، وينقطع اتصاله وارتباطه بالناس. وبعض الروايات التي تتحدث عن سبب نزول الآية تؤكد هذا المعنى، إذ أنها تتحدث أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يوما في بيته فجاءه سائل يسأله إعطاءه ملابس، ولما لم يكن مع الرسول ما يعطي السائل، فقد خلع لباسه وأعطاه إياه، الأمر الذي أدى إلى بقاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في البيت وعدم خروجه في ذلك الوقت للصلاة. وقد كان هذا الحادث سببا لتقولات الكفار المنافقين، الذين قالوا: إن الرسول نائم، أو إنه في لهو أنساه صلاته. وبذلك أدى هذا العمل إلى إيقاع اللوم شماتة الأعداء والانقطاع عن الأصحاب، وأصبح بذلك مصداقا للملوم والمحسور، عندها نزلت الآية أعلاه تنهي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تكرار هذا العمل.

2