حسام
منذ 4 سنوات

 تواتر الحث على الزيارة

معنى القبض بالاختيار في زياة أمين الله لأمير المؤمنين عليه السلام عبارة : (( قبضك إليه باختياره)) . ما معنى هذه العبارة ؟ ولماذا خص أمير المؤمنين بذلك دون سائر الأئمة عليهم السلام .


الأخ حسام المحترم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنّ الله تبارك وتعالى يقبض عباده جميعاً باختياره, ولكن خصوصية أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه مقبوض (إليه) تعالى أي إلى مقام الزلفى والقرب منه تعالى, ويحتمل أن يكون المراد من قوله (وقبضك إليه باختياره) أنّه (عليه السلام) لم يقبض بسبب أمر عارض كذنب أو قطيعة رحم (والعياذ بالله), فإنّه يستحق الحياة والخلود والبقاء ؛ لأنّ حياته كانت في غاية الكمال, ومزاجه في نهاية الاعتدال, فهو لا يموت بسبب طبيعي كمرض مثلاً, أو تقصير في أمر ديني يعاقب عليه بأنّه تخترمه المنية كقطيعة الرحم ؛ لأنّه معصوم, وحينئذٍ إذا لم يكن ثمّة سبب طبيعي, أو تقصير معنوي, أو إخلال بواجب مهما كان في جميع تفاصيل حياته, فإنه الموت لا ينبغي أن يأتيه, ولكن الله تعالى شاء أن يمنحه مع جميع ما لديه من فضائل, فضيلة الشهادة ؛ لأنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) أولى مَن يستحقها, فكتب عليه أنّه يقتل علي يد أشقى الخلق, فقبضه إليه أي إلى محل رضوانه باختياره (من دون اعتراض سبب طبيعي أو زلل معنوي). ويمكن أن يتضح المعنى أكثر بالنظر إلى العبارة السابقة من الزيارة حيث قال : ((حتّى دعاك الله إلى جواره - وقبضك إليه ... الخ)), فتبين أنّ هذا القبض الذي أختص به أمير المؤمنين (عليه السلام) من دون سائر الخلق هو أن يكون إلى جواره عز ّوجلّ, فيكون الضمير في (قبضتك إليه) أي (الهاء) عائد إلى (جواره) أي جوار الله. وجائز أن يعود الضمير إلى (الله) فنحتاج حينئذٍ إلى التأويل الذي تقدم, فإن قبضه إليه تعالى فيه إشارة إلى مزيد العناية والتشريف والمنزلة . والمعنيان كلاهما جائز, فتأمّل. ودمتم في رعاية الله