هناك روايات تقول أنّها بقيت في كربلاء عند مدفن الحسين عليه السلام لمدة سنة، ثمّ رجعت إلى المدينة.ولكن الشهيد قاضي الطباطبائي يعتقد بأنّ الرباب قد أقامت العزاء على الحسين في المدينة، وليس في كربلاء، ويقول: مما لا يليق بشأن الإمامة أن يسمح لها الامام السجادعليه السلام بذلك، أو أن ترضى بالبقاء وحيدة ولمدة سنة في أرض كربلاء، كما لم يؤكد أحد أن هذه السيدة الجليلة، قد بقيت إلى جانب القبر، ولم يفصح ابن الأثير عن اسم شخص قائل بهذا القول.
بحسب ابن الأثير رفضت الرباب - طوال الفترة التي عاشت فيها بعد واقعة الطف - الزواج مرة أخرى بعد أن جاءها خطاب في المدينة من بينهم أشراف وسادة قريش. كانت تقول:ما كنت لأتخذ حماً بعد رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم.
فقد عبرت الرباب عن مشاعرها في قصائد وأبيات نسبت إليها:
إن الذي كان نوراً يســـــــتضاء به بكربــــــــــــــلاء قتيل غير مدفون
سبط النبي جزاك الله صالـــــــحة عنا وجنَبت خســــران الموازين
قد كنت لي جبلاً صعباً ألــــوذ به فكنت تصــحبنا بالرَحم والدَين
من لليتامى ومن للسائلين ومن يغني، ويأوى إليه كل مســكين
والله لا أبتغي صهراً بصـــــــهركم حتى أغيـب بين الرمل والطين[
عن مصقلة الطحان يقول: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لما قتل الحسين عليه السلام أقامت امرأته الكلبية عليه مأتماً، وبكت وبكين النساء والخدم، حتى جفت دموعهن، وذهبت، فبينما هي كذلك إذا رأت جارية من جواريها تبكي، ودموعها تسيل، فدعتها، فقالت لها: مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت: "إني لما أصابني الجهد شربت شربة سويق"، فأمرت الرباب بالطعام والأسوقة، فأكلت، وشربت، وأطعمت، وسقت، وقالت: إنما نريد بذلك أن نتقوى على البكاء على الحسينعليه السلام.
ينسب ابن كثير هذا البيت إليها:
إلى الحول ثمّّ أسم السلام عليكما. ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر
وقد بقيت الرباب سنة بعد شهادة الحسينعليه السلام لم يظلها سقف بيت حزناً على الحسينعليه السلام حتى بليت وماتت كمداً عليه، وذلك بعد استشهاد الحسينعليه السلام بسنة، ودفنت بالمدينة.