آية قُرأنية
السلام عليكُم ما معنى هدهِ الآية: "لعن الله النامصة والمتنمصة"؟
عليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته مرحباً بكم في تطبيق المجيب ابنتي الكريمة، هذا الذي ذكرتموه ليس آية قرآنية، بل هو حديث ورد عن الرسول الاعظم (صلى اللّٰه عليه وآله)، حيث وردت أحاديث لعنت فيها جماعة من النساء أولاهن النامصة والمتنمصة. ففي الحديث المروي عَنْ عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي خَيْرُ الْجَعَافِرِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) قَالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) النَّامِصَةَ وَالْمُنْتَمِصَةَ وَالْوَاشِرَةَ وَالْمُسْتَوْشِرَةَ وَالْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ". قَالَ عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ النَّامِصَةُ الَّتِي تَنْتِفُ الشَّعْرَ، وَالْمُنْتَمِصَةُ الَّتِي يُفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا، وَالْوَاشِرَةُ الَّتِي تَشِرُ أَسْنَانَ الْمَرْأَةِ وَتُفَلِّجُهَا وَتُحَدِّدُهَا، وَالْمُوتَشِرَةُ الَّتِي يُفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا، وَالْوَاصِلَةُ الَّتِي تَصِلُ شَعْرَ الْمَرْأَةِ بِشَعْرِ امْرَأَةٍ غَيْرِهَا، وَالْمُسْتَوْصِلَةُ الَّتِي يُفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا، وَالْوَاشِمَةُ الَّتِي تَشِمُ وَشْماً فِي يَدِ الْمَرْأَةِ وَفِي شَيْءٍ مِنْ بَدَنِهَا وَهُوَ أَنْ تَغْرِزَ يَدَيْهَا أَوْ ظَهْرَ كَفِّهَا أَوْ شَيْئاً مِنْ بَدَنِهَا بِإِبْرَةٍ حَتَّى يُؤَثِّرَ فِيهِ ثُمَّ تَحْشُوَهُ بِالْكُحْلِ أَوْ بِالنُّورَةِ فَتَخْضَرَّ، وَ الْمُسْتَوْشِمَةُ الَّتِي يُفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا(١). معنى النمص: لقد بيَّن الراوي -وهو علي بن غراب- بعد ذكره للحديث أن المراد من النمص هو نتف الشعر وهو يطابق المعنى اللغوي للنمص. لكن لماذا حرم الله النمص ولعن فاعله؟ وإذا كان كذلك فيكون تلقيط الحواجب وتنظيف الوجه من الشعر الزائد يكون حراماً على النساء، وهل هو كذلك فعلاً؟! خاصة وأن الأحاديث التي توجب على المرأة الاهتمام بنفسها من حيث النظافة والتزين لزوجها والتطيب له كثيرة جداً، بل وفيها تصريح بجواز حف شعر الوجه الذي هو نمصٌ! فعَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَخَاهُ مُوسَى(٢) بْنَ جَعْفَرٍ (عليه السلام) عَنِ الْمَرْأَةِ تَحُفُّ الشَّعْرَ مِنْ وَجْهِهَا؟ قَالَ: "لَا بَأْسَ"(٣). ورَوى مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(٤) (عليه السلام) أنَّهُ قَالَ: "لَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَطِّلَ نَفْسَهَا وَلَوْ تُعَلِّقُ فِي عُنُقِهَا قِلَادَةً، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ تَدَعَ يَدَهَا مِنَ الْخِضَابِ وَلَوْ تَمْسَحُهَا مَسْحاً بِالْحِنَّاءِ وَإِنْ كَانَتْ مُسِنَّةً"(٥). ومن الواضح أن من أوليات التزيين عند النساء هو ازالة الشعر الزائد عن الوجه وترتيب الحواجب، فكيف تكون ملعونة من جانب ومأمورة بالتزين لزوجها من جانب آخر؟! حكم النمص: الحقيقة إن تلقيط الحواجب وتنظيفها بالنتف أو بغيره والاهتمام بالتزيين كله حلال للمرأة والفتاة ما لم يكن تدليساً (أي: اخفاء العيوب عن الخاطب)، وما لم يكن لغير الزوج، وما جاء في الأحاديث من لعن النامصة والمتنمصة إنما هو النمص بهدف التدليس وإخفاء العيوب عند ارادة الزواج أي في بداية الأمر، أي عندما يريد كل من الرجل والمرأة إختيار الطرف الآخر لحياته الزوجية، وليست هذه الحرمة مطلقة وإلى الأبد، حيث يجوز لكل من الرجل والمرأة إصلاح العيوب بعد ذلك، أو بيان حقيقة الأمر للطرف الآخر قبل الزواج رغم إخفائه بالتزين، أما تنظيف الحواجب بهدف الزينة للزوج و بصورة مطلقة فهو جائز بل قد يكون مستحباً إذا كان بهدف التزين للزوج، ومن الواضح أنه لا يجوز إظهار شيء من الزينة أو مفاتن الجسم أمام غير الزوج والمحارم. ودمتم موفقين ______________________________ (١) معاني الأخبار: 250، طبعة جماعة المدرسين، قم المقدسة/ إيران، سنة: 1403 هجرية. و هو ما ألَّفه الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي المعروف بـ " الشيخ الصدوق " المولود في سنة: 305 هجرية بقم، و المتوفى سنة: 381 هجرية. (٢) أي الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)، سابع أئمة أهل البيت (عليهم السلام). (٣) وسائل الشيعة (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة): 17 / 133، للشيخ محمد بن الحسن بن علي الحُر العاملي، المولود سنة: 1033 هجرية بجبل عامل لبنان، و المتوفى سنة: 1104 بمشهد الإمام الرضا و المدفون بها، طبعة: مؤسسة آل البيت، سنة: 1409 هجرية، قم / إيران. (٤) أي الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)، خامس أئمة أهل البيت (عليهم السلام). (٥) الكافي: 5 / 509، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.