حسين احمد - السعودية
منذ 4 سنوات

 رأي الشيعة في رؤية الله عز وجل

كيف نستطيع ان نجمع بين هذه الرواية القائلة بما يقول به اهل السنة بان النفي في اية (لا تدركه الابصار) نفي الاحاطة وبين ما يقول به علماؤنا كالطوسي والطبرسي والطباطبائي والسبحاني بان النفي مع الاضافة للحاسة يفيد نفي الرؤية هل المعنى متناقض محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران. عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: لا تدركه الأبصار. قال: إحاطة الوهم، ألا ترى إلى قوله: (( قد جاءكم بصائر من ربكم )) ليس يعني بصر العيون (( فمن أبصر فلنفسه )) ليس يعني من البصر بعينه (( ومن عمي فعليها )) ليس يعني عمى العيون إنما عنى إحاطة الوهم كما يقال: فلان بصير بالشعر وفلان بصير بالفقه وفلان بصير بالدراهم وفلان بصير بالثياب، الله أعظم من أن يرى بالعين. (الكافي) وأيضا فان الادراك إذا اضيف إلى واحد من الحواس أفاد ما تلك الحاسة آلة. فيه ألا ترى انهم يقولون: ادركته بأذني يريدون سمعته، وادركته بانفي يريدون شممته وادركته بفمي يريدون ذقته. وكذلك إذا قالوا: ادركته ببصري يريدون رأيته. (التبيان - الشيخ الطوسي ج 4 ص 223)


الأخ حسين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد فسّر العلماء الأعلام الوارد ذكرهم في سؤالكم قوله تعالى (( لا تدركه الأَبصَار )) (الأنعام:103) بمعنى نفي الرؤية وذلك بحسب ما تقتضيه اللغة من معنى الدرك فيما لو اقترن بالمتعلق، ونفوا معنى الاحاطة بحسب المستفاد من هذه الألفاظ لغة وعرفا. ومن هنا قال الشيخ السبحاني في ردّه على الرازي الذي فسّر الآية الكريمة بنفي الأحاطة أو الادراك الاحاطي وانه لا يلزم منه نفي الرؤية بل قد يثبت الرؤية عند بعض. قال السبحاني: (( ما الدليل على أنَّ الأدراك اذا اقترن بالبصر يكون بمعنى الأدراك الأحاطي، مع أننا نجد خلافه في الامثلة التالية، فنقول: أدركت طعمه أو ريحه أو صوته، فهل هذه بمعنى أحطنا إحاطة تامة به، أو أنّه بمعنى مجرد الدرك بالأدوات المذكورة من غير اختصاص بصورة الإحاطة؟ مثل قولهم: أدرك الرسول، فهل هو بمعنى الإحاطة بحياته، أو يراد منه إدراكه مرة أو مرتين؟ ولم يفسره أحد من أصحاب المعاجم بما ذكره الرازي)). ثم قال السبحاني: ((وحاصل الكلام: ان اللفظة إذا اقترنت ببعض أدوات الإدراك كالبصر والسمع يحمل المعنى الكلي - أي اللحوق والوصول - على الرؤية والسماع، سواء كان الإدراك على وجه الاحاطة أولا، وأما اذا تجردت اللفظة عن القرينة تكون بمعنى نفس اللحوق، قال سبحانه: (( حَتَّى إذَا أَدرَكَه الغَرَق قَالَ آمَنت أَنَّه لا إلَهَ إلَّا الَّذي آمَنَت به بَنو إسرائيلَ وَأَنَا منَ المسلمينَ )) (يونس:90)، ومعنى الآية: حتى اذا لحقه الغرق ورأى نفسه غائصاً في الماء استسلم وقال: ((آمنت..)). وقال سبحانه: (( فَاضرب لَهم طَريقاً في البَحر يَبَساً لا تَخَاف دَرَكاً وَلا تَخشَى )) (طـه:77)، أي لا تخاف لحوق فرعون وجيشه بك وبمن معك من بني اسرائيل. وقال سبحانه: (( فَلَمَّا تَرَاءَى الجَمعَان قَالَ أَصحَاب موسَى إنَّا لَمدرَكونَ )) (الشعراء:61) فأثبت الرؤية ونفى الدرك، وما ذلك إلا لأنَّ الإدراك إذا جرد عن المتعلق لا يكون بمعنى الرؤية بتاتاً بل بمعنى اللحوق)). ثم قال السبحاني: (( نعم، إذا اقترن بالبصر يكون متمحضاً في الرؤية من غير فرق بين نوع ونوع، وتخصيصه بالنوع الإحاطي، لأجل دعم المذهب (كما فعل الرازي) افتراء على اللغة. (انتهى) (المصدر اضواء على عقائد الشيعة الإمامية: 640، 641). فقول الشيخ السبحاني المتقدم: (( ان اللفظه إذا اقترنت ببعض أدوات الإدراك كالبصر والسمع يحمل المعنى الكلي من الإدراك وهو اللحوق والوصل على معنى الرؤية والسماع، سواء كان الإدراك على وجه الاحاطة أولا)). فالذي يفهم منه أنه لا ينفي الإدراك الاحاطي مطلقاً وإنما المنفي - بحسب قول اهل اللغة - ان تحمل لفظة (الادراك) عند ذكر المتعلق على الاحاطة فقط، بينما حق هذه اللفظة اللغوي ان تحمل على نفي ادراك المتعلق، أي على نفي الرؤية كما في مقامناسواء استلزم ذلك الاحاطة أولا.. ومن هنا لا يختلف البيان المستفاد عند المفسرين الشيعة من قوله تعالى (لا تدركه الأبصار) بنفي الرؤية، والرواية الواردة عن الإمام الصادق(عليه السلام) بتفسيرها بنفي احاطة الوهم، إذ في كلام الإمام (عليه السلام) قرينة على أنَّ الآية الكريمة يمكن استفادة التعميم منها أي في نفي احاطة الوهم بالمولى سبحانه بعد التسليم بنفي الرؤية عنه بدليل قوله (عليه السلام) في الرواية نفسها: ((الله اعظم من أن يرى بالعين)). أي ان تفسير الإمام (عليه السلام) بنفي احاطة الوهم كان بعد التسليم بنفي الرؤية وهو خلاف تفسير أهل السنة لهذه الآية التي قالوا بأنها يستفاد منها نفي الإحاطة وهو لا يستلزم نفي الرؤية بل قد يثبتها أي نراه ولا نحيط به الأمر الذي رد عليه الشيخ السبحاني... بل حقّ كلامه (عليه السلام) ان يحمل على الاضراب أو التعميم أي ان يكون هكذا. إن الله سبحانه لا يحيط به الوهم فضلاً عن إمكان الرؤية. هذا إن حملنا بيانه (عليه السلام) بنحو التعميم.. أو يكون هكذا: أن الله لا يرى بالعين بل لا يحيط به الوهم.. هذا ان حملناه على نحو الإضراب وبهذا البيان فسّر بعض الشّراح قوله (عليه السلام) في هذه الرؤية (أنظر حاشية التحقيق (كتاب شرح أصول الكافي) للمازندراني 188 تعليقات الشعراني). ودمتم في رعاية الله

2