السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
احيانا اضطر أن أسلم على أشخاص لا احبهم و أن ابتسم لهم و لكن في الحقيقة أنا لا احبهم فأشعر بأن هذا نفاق و اكره نفسي لذلك فهل هو نفاق أم أن ما أفعله عادي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
السائلة الكريمة
قال الرسول الأعظم (ص) : “رأس العقل بعد الإيمان مداراة الناس ” .. ويتضح من هذا الحديث الشريف قيمة هذا المفهوم الإسلامي وعظمته … ولكن لكي نطبقها يجب ان نعرفها فما هي المداراة وما هي حدودها ؟
والجواب : المداراة تعني التغاضي عن السلبيات إن لم يجد الانسان سبيلا الى رفعها .. فإن الواجب الأولي للمؤمن هو محاربة الباطل اينما وكيفما وجد .. ولكن عند اليأس عن الوصول الى ما هو المطلوب ، عليه ان يرضى بما هو الموجود ، وقد روي انه اذا لم يكن ما تريد ، فأرد ما يكون .. ولا ينبغي أن ننسى ان المداراة في السلوك الخارجي ، ولا يعني ذلك ابدا الانكار القلبي ، فالمداراة انما هي بالجوارح لا بالقلوب ، مثلها مثل التقية ، وقد قال العلماء انه لا معنى للتقية القلبية ، وذلك لعدم اطلاع الاعداء على ما في القلب ليجب تقيتهم او مداراتهم.
فيبقى الإنكار في القلب الذي هو ادنى مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يمكن ان يمارسه المؤمن.