رسالة أمير المؤمنين علي عليه السلام إلى امراء البلاد في معنى الصلاة كما هو في نهج البلاغة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء تفسير وتوضيح معاني رسالة أمير المؤمنين عليه السلام التالية في الصلاة و هي تحدد أوقات الصلاة. هل أن أوقات الصلاة تختلف عما نعمله في عصرنا هذا إن كان من ظلمة وقت الفجر إلى الجمع بين العصر والظهر كما العشاء مع المغرب.
أَمَّا بَعْدُ فَصَلُّوا بِالنَّاسِ الظُّهْرَ حَتَّى تَفِيءَ الشَّمْسُ مِنْ مَرْبِضِ الْعَنْزِ وَ صَلُّوا بِهِمُ الْعَصْرَ وَ الشَّمْسُ بَيْضَاءُ حَيَّةٌ فِي عُضْوٍ مِنَ النَّهَارِ حِينَ يُسَارُ فِيهَا فَرْسَخَانِ وَ صَلُّوا بِهِمُ الْمَغْرِبَ حِينَ يُفْطِرُ الصَّائِمُ وَ يَدْفَعُ الْحَاجُّ إِلَى مِنًى وَ صَلُّوا بِهِمُ الْعِشَاءَ حِينَ يَتَوَارَى الشَّفَقُ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ وَ صَلُّوا بِهِمُ الْغَدَاةَ وَ الرَّجُلُ يَعْرِفُ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَ صَلُّوا بِهِمْ صَلَاةَ أَضْعَفِهِمْ وَ لَا تَكُونُوا فَتَّانِينَ.
جزاكم الله خيرا والرجاء توضيح وتفسير قول الإمام علي إلى أوضح وأبسط معاني اللغة العربية والأحكام في أوقات الصلاة وشكرا
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
١-(فصلوا بالناس الظهر حتى تفئ الشمس من مربض العنز ) تفئ، أي تصل في ميلها جهة الغرب إلى أن يكون لها فئ أي ظل من حائط المربض على قدر طوله، وذلك حيث يكون ظل كل شئ مثله،
(2) (3) يدفع الحاج، أي يفيض من عرفات (4) أي لا يكون الإمام موجبا لفتنة المأمومين
٢-(وصلوا بهم العصر والشمس بيضاء حية في عضو من النهار حين يسار فيها فرسخان) أي لا تزالوا تصلون بهم العصر من نهاية وقت الظهر ما دامت الشمس بيضاء حية لم تصفر، وذلك في جزء من النهار يسع السير فرسخين. والضمير في فيها للعضو باعتبار كونه مدة.
٣-(وصلوا بهم المغرب حين يفطر الصائم ويدفع الحاج) يفطر الصائم واضح ، ويدفع الحاج، أي يفيض من عرفات بعد الغروب.
٤-(وصلوا بهم العشاء حين يتوارى الشفق إلى ثلث الليل)يتوارى الشفق اي ذهاب الشفق و هو الحمرة المغربية وتلاشيه.
ولزيادة توضيح
نذكر اوقات الصلاة مع وقت الفضيلة حتى يتبين لكم المراد من الحديث بشكلٍ مبسط:
١- وقت الظهرين من الزوال إلى المغرب ، و تختص الظهر من أوله ، بمقدار أدائها ، و العصر من آخره كذلك ، و ما بينهما مشترك بينهما ،
وقت فضيلة الظهر بين الزوال و بلوغ الظل أربعة أسباع الشاخص و الأفضل ـ حتى للمتنفل ـ عدم تأخيرها عن بلوغه سبعيه ، و وقت فضيلة العصر من بلوغ الظل سبعي الشاخص (وهو يصادف في مثل بلادنا ما يقارب الساعة والنصف بعد الظهر) إلى بلوغه ستة أسباعه ، و الأفضل ـ حتى للمتنفل ـ عدم تأخيرها عن بلوغه أربعة أسباعه ، هذا كله في غير القيظ - أي شدة الحر - و أما فيه فلا يبعد امتداد وقت فضيلتهما إلى ما بعد المثل و المثلين بلا فصل ،
٢- وقت العشائين للمختار من المغرب إلى نصف الليل ، و تختص المغرب من أوله بمقدار أدائها ، و العشاء من آخره كذلك ، و ما بينهما مشترك أيضا بينهما ، (أما المضطر لنوم ، أو نسيان ، أو حيض ، أو غيرها فيمتد وقتهما له إلى الفجر الصادق ، و تختص العشاء من آخره بمقدار أدائها و الأحوط وجوباً للعامد المبادرة إليهما بعد نصف الليل قبل طلوع الفجر من دون نية القضاء ، أو الأداء ، و مع ضيق الوقت يأتي بالعشاء ثم يقضيها بعد قضاء المغرب احتياطاً،
وقت فضيلة المغرب لغير المسافر من المغرب إلى ذهاب الشفق و هو الحمرة المغربية ، و أما بالنسبة إلى المسافر فيمتد وقتها إلى ربع الليل ، و وقت فضيلة العشاء من ذهاب الشفق (وهو يصادف في مثل بلادنا ما يقارب ثلاث أرباع الساعة بعد المغرب) إلى ثلث الليل
٣-وقت الصبح من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس .
وقت فضيلة الصبح من الفجر إلى أن يتجلل الصبح السماء ، والغلس بها أول الفجر أفضل كما أن التعجيل في جميع أوقات الفضيلة أفضل على التفصيل المتقدم .