قادر - كندا
منذ 4 سنوات

 بيان الروح في ( نفخت فيه من روحي )

عندي بحث حول اثبات الروح في وجود الانسان, هل يوجد في جسمنا روح؟ اريد البحث حول هذا الموضوع من الناحية الاسلامية والغير الاسلامية وارجوا مساعدتي


الأخ قادر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن كنت تقصد من وجود الروح هو كونها في جسد الانسان فهذا مسلم ومحل اتفاق جميع المسلمين بل وغيرهم ايضا، ويؤخذ الدليل على وجودها من آثارها كالحياة ومظاهرها البايلوجية أو السايكولوجية أو الفسلجية، وإن كنت تقصد من الروح كونها شيء حر وطليق خارج جسد الانسان فالأمر يحتاج إلى بعض التفصيل، ذلك لأن الاسلام (وكذا بعض الاديان السماوية) يؤكد على وجود الروح بهذا المعنى، وإنكارها من قبل بعض العلماء أنما هو بلحاظ عدم تمكنهم من إثبات وجود آثار لها في الخارج بعد مفارقتها للبدن، وذلك لأنهم يعاملونها كشيء مادي ويريدون إخضاعها لوسائلهم في القياس والتجربة، وهذا خطأ لطالما وقعوا فيه، لأن الروح طبيعتها ليست مادية وبالتالي لا يمكن التدليل على عدم كونها موجودة من جهة عدم ملاحظة آثارها في الخارج بعد الموت، نعم ربما يمكن الاستدلال على وجودها من خلال علوم أخرى وأساليب مختلفة كعلم الباراسيكولوجي وطريقة استحضار الارواح عبر وسيط روحاني أو غير ذلك، ومع ان هذه الوسائل غير وافية بإثبات وجود الروح يقينا خارج الجسد - باعتبار أن المقاييس المستعملة هي أيضا مقاييس مادية- إلا انه يمكن من خلالها الإيمان بوجود ظواهر غير مادية أو لا تمت إلى المادة بصلة. والبحث الموضوعي عن الروح إنما يستند إلى مقدمات خاصة أشار إليها القرآن الكريم أو وردت عن طريق السنة الشريفة للنبي وآله المعصومين صلوات الله عليهم، ومن أهمها أن الروح ليست من سنخ عالم المادة، وانها بعد مفارقة الجسد تغادر إلى عالمها الخاص، وهو عالم يطلق عليه في الأخبار البرزخ او عالم المثال، وأن الروح المبحوث عنها هي النفس الانسانية الناطقة الحاملة للصورة الانسانية وليست هي الحيوية الجسدية وآثارها؛ فإنه غالبا ما يحصل خلط بين الروح والنفس مع أنهما شيئان مختلفان، فالأولى مصدرها عالم الأمر (( وَيَسأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمرِ رَبِّي )) (الإسراء:85) والثانية مصدرها عالم الملكوت (( يَا أَيَّتُهَا النَّفسُ المُطمَئِنَّةُ * ارجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرضِيَّةً... )) (الفجر:27-28). وبعبارة موجزة: إن البحث في الروح بمعنى النفس المفارقة للبدن بعد الموت لا يمكن أن يكون بحثا تجريبيا وذلك بسبب مغادرة الارواح بعد الموت إلى عالم آخر هو البرزخ، وأنها من طبيعة مثالية أي غير مؤلفة من العناصر المادية التي يتألف منها الجسد، وأن استحضارها من جديد إلى هذا العالم لو صح يفتقر إلى وسائل ومناهج خاصة، ولا يوجد ضامن بعد كل ذلك بأن أرواحاً مشخصة قد حضرت بالفعل، بل إن أكثر ما يتم البرهنة عليه من خلال تلك الوسائل والمناهج هو وجود غير مادي أو أن هناك ظواهر لا يمكن أن تعزى إلى عالم المادة. لمزيد الاطلاع ارجع إلى صفحتنا العقائدية: الروح / 1- تعريف النفس والروح، 2- حقيقة الروح وعالمها، 3- ماهية الروح، 4- تصرف الأرواح في المادة، 5- حقيقة الروح ودمتم في رعاية الله

1