logo-img
السیاسات و الشروط
( 23 سنة ) - العراق
منذ سنة

المؤمن الكيس الفطن

السلام عليكم كيف يمكن للمؤمن أن يكون كيسًاً، يملك بديهية ونباهة وغير سطحي ولا يكون طيباً زيادة عن اللزوم كي لا يُستغل من أهل الدنيا؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ولدي العزيز، وفقك الله تعالى. نعم ورد في الكافي الشريف: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن داهر عن الحسن بن يحيى، عن قثم أبي قتادة الحراني، عن عبد الله بن يونس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "قام رجل يقال له همام وكان عابداً ناسكاً مجتهداً إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يخطب فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر إليه فقال: يا همام المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه أوسع شيء صدراً، وأذل شيء نفساً، زاجر عن كل فان، حاض على كل حسن لا حقود، ولا حسود، ولا وثاب، ولا سباب، ولا عياب، ولا مغتاب. يكره الرفعة، ويشنأ السمعة، طويل الغم، بعيد الهم، كثير الصمت، وقور ذكور، صبور، شكور، مغموم بفكره، مسرور بفقره، سهل الخليقة، لين العريكة رصين الوفا، قليل الأذى، لا متأفك ولا متهتك. إن ضحك لم يخرق، وإن غضب لم ينزق، ضحكه تبسم، واستفهامه تعلم، ومراجعته تفهم، كثير علمه، عظيم حلمه كثير الرحمة، لا ينجل ولا يعجل، ولا يضجر ولا يبطر، ولا يحيف في حكمه ولا يجوز في علمه، نفسه أصلب من الصلد، ومكادحته أحلا من الشهد، لا جشع ولا هلع، ولا عنف ولا صلف، ولا متكلف ولا متعمق، جميل المنازعة، كريم المراجعة. عدل إن غضب، رفيق إن طلب، لا يتهور ولا يتهتك، ولا يتجبر، خالص الود وثيق العهد، وفي العقد، شفيق وصول حليم حمول قليل الفضول، راض عن الله". فالصمت، وكثرة التفكر، والأستغفار، وضبط النفس، وعدم التسرع، كل ذلك يجعل المؤمن كياسة ونباهة. ودمتم موفقين

1