- العراق
منذ سنة

تفسير ايات القران

السلام عليكم ماتفسير قوله تعالى ( وان ينصركم الله فلا غالب لكم) جزاكم الله خيرا؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تفسير الأمثل : ناصر مكارم الشيرازي، الجزء : 2 صفحة : 756: بعد أن يحث الباري سبحانه وتعالى عباده على أن يتوكلوا عليه، يبين في هذه الآية ـ التي هي مكملة للآية السابقة ـ نتيجة التوكل وثمرته وفائدته العظمى فيقول: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده) وهو بهذا يشير إلى أنّ قدرة الله فوق كلّ القدرات، فإذا أراد بعبد خيراً وأراد نصره وتأييده والدفاع عنه لم يكن في مقدور أية قوة في الأرض ـ مهما عظمت ـ أن تتغلب عليه، فمن كان ـ هكذا ـ منبع كلّ الإنتصارات، وجب التوكل عليه، واستمداد العون منه. فهذه الآية تتضمن ترغيباً للمؤمنين بأن يتكلوا على الله وقدرته التي لا تقهر، مضافاً إلى تهيئة كلّ الوسائل الظاهرية، والأسباب العادية. والكلام في الآية السابقة موجه إلى شخص النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمر له في الحقيقة ولكنه في هذه الآية موجه إلى جميع المؤمنين وكأنها تقول لهم: إن عليهم أن يتوكلوا على الله كما يفعل النبي، ولهذا يختم هذه الآية بقوله: (وعلى الله فليتوكل المؤمنون). ولايخفى أن تأييد الله للمؤمنين أو عدم تأييده ليس من غير حساب، فهو يتم بناءً على أهليتهم لذلك. فمن أعرض عن تعاليم الله، وغفل عن تحصيل المقومات المادية والمعنوية وتقاعس عن إعداد القوى العادية اللازمة لم يشمله التأييد الإلهي مطلقاً، على العكس من الذين استعدوا لمواجهة الأعداء بصفوف متراصة ونيات خالصة وعزائم راسخة، مهيئين كلّ الوسائل اللازمة للمواجهة، فإن تأييد الله سيشمل هؤلاء، وستكون يد الله معهم حتّى تحقيق الإنتصار. ودمتم في رعاية الله

3