logo-img
السیاسات و الشروط
علي البابلي - ايسلندا
منذ 5 سنوات

 حقيقة الروح وعالمها

يقول الله جلى وعلى في محكم كتابه العزيز (( يسالونك عن الروح قل الروح من عند ربي )) هل يمكن القول ان الروح هي جزء من روح الخالق ؟ اما السوال الثاني مالفرق بين الانسان والحيوان من جانب الروح والنفس هل يوجد هنالك اختلاف...


الأخ علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورد في الآية المباركة: (( من أمر ربي )) وليس: من عند ربي، ومعنى (( من أمر ربي )) أنها من عالم الأمر، وهو عالم الأرواح الذي تقع رتبته بين الملكوت والجبروت فهو برزخ بينهما كما ذكر بعض أهل المعرفة، ويسمى أيضا عالم الرقائق. وبطبيعة الحال لا يمكن القول بأن الروح جزء من روح الخالق؛ لأن الخالق تبارك وتعالى حي بذاته لا يحتاج إلى روح، فهو الذي خلق جميع الارواح، وهو أيضا واحد أحد صمد لا جزء له، بل هو بسيط الذات ومعرى عن أي تركيب ... المزید فمن يزعم أن له جزء فهو مشرك. أما سؤالك الثاني حول الفرق بين الانسان والحيوان من جهة الروح والنفس، فنقول: ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث نقتبس منه موضع الحاجة أن النفس الحيوانية هي: ((قوة فلكية وحرارة غريزية أصلها الأفلاك، بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية، فعلها الحياة والحركة والظلم والغلبة واكتساب الشهوات الدنيوية، مقرها القلب، سبب افتراقها اختلاف المتولدات، فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدت عود ممازجة لا عود مجاورة فتنعدم صورتها ويبطل فعلها ووجودها ويضمحل تركيبها)) ثم تحدث عليه السلام عن النفس الانسانية، وهي النفس الناطقة القدسية بقوله: ((قوة لاهوتية بدو إيجادها عند الولادة الدنيوية، مقرها العلوم الحقيقية، موادها التأييدات العقلية، فعلها المعارف الربانية، سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية، فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدت عود مجاورة لا عود ممازجة)) فظهر من هذا البيان أن النفس الانسانية لا تبطل بالموت، لأنها تعود إلى ما منه بدت وهو عالم الملكوت عود مجاورة لا عود ممازجة كالنفس الحيوانية التي تبطل بمجرد الموت. فالممازحة هي الاضمحلال والتحلل. والمجاورة هي البقاء في الجوار، أي تعود إلى عالمها لتجاور فيه غيرها من النفوس من دون أن تضمحل وتبطل. ودمتم في رعاية الله

6