Al-husseini ( 33 سنة ) - السويد
منذ سنة

تدليع الاطفال

السلام عليكم هل يجوز تدليع الأطفال مثلاً زينب (زنوبة) وعباس (عبوسي)؟ ما حكم مناداتهم باسماء الدلع وما تأثيرهُ على الطفل وشخصيته وهل توجد أحاديث تنهي عن تدليع الطفل أم لا؟ جزاكم الله خير الجزاء


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب يجوز بحد ذاته ولا يحرم. ولكن الأفضل تسميته كاملاً من دون تصغير، بل يستحسن أن يكنيه أبواه. عن أحمد بن فهد في (عدة الداعي) قال: قال رجل: يا رسول اللّٰه ما حق ابني هذا؟ قال: "تحسن اسمه وأدبه، وتضعه موضعاً حسناً" إذاً للأسماء تأثير على المواليد وعلى حياتهم، وإلا لماذا حسَّن وحثّ رسول اللّٰه (صلى الله عليه وآله) وأئمّتنا (عليهم السلام) على تحسين أسماء أبنائنا، وقالوا خير الأسماء ما حمّد وعُبّد؟!! ولماذا حثّونا على تحسين اختيار الأسماء لأولادنا؟ فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "وَحَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُحَسِّنَ اسْمَهُ". لو لم يكن لهذا علاقة لم يذكروا هذه الأمور؛ فإذن هناك علاقة بين اسم المولود وصاحبه. كما أن الاسم عنوان المسمى ودليل عليه. وضرورة للتفاهم معه ومنه وإليه. وهو للمسمى زينة ووعاء وشعار يُدعى به في الآخرة والأولى. وفيه تنويه بالدين، وإشعار بأنه من أهل هذا الدين. وقد ورد استحباب التسمية قبل أن يولد الطفل، وإن لم يسمّه قبل الولادة سمّاه بعدها، حتّى إنْ كان الوليد سقطاً، وإن اشتبه أنّه ذكر أو اثنى فيختار له اسماً مشتركاً، وفي هذا الباب جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: "سمّوا أولادكم قبل أن يولدوا، فإن لم تدروا أذكر أم اُنثى فسمّوهم بالأسماء التي تكون للذكر والاُنثى، فإنّ أسقاطكم إذا لقوكم في القيامة ولم تسمّوهم يقول السقط لأبيه: ألاّ سمّيتني وقد سمّى رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله) محسناً قبل أن يولد". ويستحب تسمية الوليد بالأسماء المستحسنة، فإنّ ذلك من حق الولد على والده، ففي الخبر: "إنّ أصدق الأسماء ما يتضمّن العبودية لله جلّ شأنه وأفضلها أسماء الأنبياء". وجاء عن أبي هارون مولى آل جعدة قال: كنت جليساً لأبي عبدالله الصادق (عليه السلام) بالمدينة، ففقدني أيّاماً، ثم إنّي جئتُ إليه فقال: «لم أرك منذ أيام يا أبا هارون»؟ فقلت: وُلد لي غلام، فقال: «بارك الله لك، فما سمّيته»؟ قلت: سمّيته محمّداً، فأقبل بخدّه نحو الأرض وهو يقول: «محمّد محمّد محمّد»، حتّى كادّ يلصق خدّه بالأرض، ثمّ قال : « بنفسي وبولدي وبأهلي وبأبويَّ، وبأهل الأرض كلّهم جميعاً الفداء لرسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه آله)، لا تسبّه، ولا تضربه، ولا تسئ إليه، وأعلم أنّه ليس في الأرض دار فيها اسم محمّد الاّ وهي تقدَّس كلّ يوم». وكذلك ورد عن أهل البيت استحباب التسمية بعلي وفاطمة والحسن والحسين وجعفر، ونهي عن ضرب وسب البنت التي سميّت بفاطمة. لذلك كان من المستحبات المؤكدة حسن اطلاق كل اسم حسن ذي معنى صحيح جميل على الأولاد. ويحسن مراعاة بعض الأمور عند تسمية الأبناء منها : ١. معرفة أن هذا الاسم سيكون ملازماً له طوال حياته وقد يسبب له من الضيق والإحراج ما يجعله يضيق بوالده أو والدته أو من سماه بهذا الاسم فيما إذا لم يكن مستملحاً. ٢. عند النظر في الأسماء لاختيار أحدها، ينبغي تقليبه على وجوه عدة، فينظر في الاسم في ذاته، وينظر إليه من حيث كونه طفلاً صغيراً ثم شاباً يافعاً ثم شيخاً كبيراً وأباً، ومدى مناسبة الإسم إذا تكنى به، ومدى ملاءمته لاسم أبيه وهكذا. وعلى هذا فلابد من تحسين التسمية، وعدم تصغيرها، بل تستحسن الكنية مضافاً للاسم. ودمتم موفقين

3