تفسير سورة الحج ايه 46
قوله سبحانه وتعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ. من سورة الحج الآية السادسة والأربعون يقول: قلوب يعقلون بها، فهل يعني أنّ القلب مركز التفكير أم العقل، وهل هذا التعبير مجازي لأنّه أن كان المقصود بالقلب العقل فهو في الرأس والآية تقول في الصدور؟ أرجو التوضيح .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورد في بعض الروايات أنّ العقل موضعه الدماغ، جاء عن الإمام الصادق عليه السلام: موضع العقل الدماغ، ألا ترى أنّ الرجل إذا كان قليل العقل قيل له: ما أخف دماغك (تفسير القمي 2 : 239). وقد ورد في بعض الروايات: (ان العقل موضعه القلب) كما في هذه الرواية في (الكافي 8 : 190) الواردة عن الإمام الصادق (ع) أيضاً : (العقل مسكنه في القلب) انتهى. ولا تعارض بين هذه الروايات, لأن كلمة (القلب) استخدمت في النصوص الاسلامية على أربعة معان: فتارة يراد بها مضخة الدم, وتارة يراد بها العقل, وأخرى يراد بها مركز المعرفة الشهودية, ورابعة الروح. والقلب بالمعنى الرابع هو المبدأ الأساسي لجميع إدراكات الإنسان, والروايات التي اعتبرت القلب مسكناً للعقل تشير إلى هذا المعنى, وفي مثل هذه الحالة يقع (الدماغ) – كما هو الحال بالنسبة للحواس الخمس – في طول القلب لا في عرضه. واستناداً إلى هذه الرؤية يمكن القول إن موضع العقل هو الدماغ, لأنّ إدراكات الإنسان تنتقل إلى الروح عن طريق الدماغ, ويصح القول بأنّ مسكن العقل هو القلب, لأنّ القلب إذا كان بمعنى الروح يكون مبدأ لجميع الإدراكات الحسية والعقلية والمعارف الشهودية ( راجع كتاب العقل والجهل في الكتاب والسنّة – محمد الريشهري ص 41). دمتم في رعاية الله منقول من مركز الابحاث العقائدية