logo-img
السیاسات و الشروط
( 16 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

الصلاة الناهية عن الفحشاء والمنكر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لماذا صلاتنا لا تنهانا عن الفحشاء والمنكر؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته عند التأمّل في قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}.(العنكبوت: آية45)يدور في ذهننا سؤال هل صلاتنا نهتنا عن الفحشاء والمنكر، أو أنّها مجرّد حركات تكاد تكون رياضية، أو متعوّد على أدائها؟ ولنعلم بأنّ معنى الفحشاء هو الفجور والمعصية -أعاذنا الله تعالى وإياكم من الفجور والمعصية- فاذا كنّا متأكدين ولله الحمد والمنّة بعدم الفجور، فيمكن أن نقع في المعصية والمعصية من معانيها مخالفة أوامر الله تعالى، فلنعيد حساباتنا وللننظر نحن الخاطئون هل وقعنا في المعصية وخالفنا بعض أوامر الله تعالى أو لا؟ والمنكر معناه: كلُّ ما تحكم العقولُ الصحيحةُ بقُبْحِه أو يُقَبِّحُه الشَّرْعُ أَو يُحرِّمه أَو يكرهُه. فهل راقبنا أنفسنا وأفعالنا بعدم فعل القبيح، من خلال قول أو تصرّف أو حركة أو غمزة أو غيرها من الأمور التي يحكم العقل بقبحها. فاذا كنّا على وعي تام بهذه المعاني فلنعد إلى ساحة الربّ ونطلب منه العفو والمغفرة؛ لأنّه يعلم بسرائر الأنفس وما تخفي، ويعلم بأنّنا غير معصومين، ولكنّه يريدنا أن نراقب أنفسنا ونصفيها من الأدران التي تتكلّس على جدرانها، فتكون قاتمة سوداء لا روح فيها، فهو تعالى في الوقت نفسه لا يريدنا أن نتمادى في غيّنا ونجعل عباداتنا مجرّد حركات لا نفع فيها ولا خير، بل يريدنا أن نعود إليه في كل يوم لا أقل خمس مرّات في أوقات الصلاة التي تعتبر بمثابة الماء الذي يغسل تلك الأدران والأوساخ التي علقت بها لنعاود تلك الصلة التي تربطنا بالله تعالى؛ لنكون بحق من العابدين له، ولا نكون كالبهائم التي همّها علفها وشغلها تكممها. فإذا وصلنا إلى هذه الحال علمنا أنّ صلاتنا بحق تنهى عن الفحشاء والمنكر، ومن هنا نعلم أنّ الصلاة عمود الدين، وقد حثّ القرآن الكريم عليها كثيراً وما أوصى الله تعالى في كتابه بوصايا إلّا كانت الصلاة رأسها وأولها. فدرجة القرب والبعد من الله تعالى تتعلّق بصورة رئيسة بمدى مقبولية الصلاة عنده تعالى، ويُعلم مدى مقبوليتها من الباري (عزّ وجلّ) من شدّة ما تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "مَن أحبّ أن يعلم قُبلت صلاته أم لم تُقبل، فلينظر هل منعته صلاته عن الفحشاء والمنكر، فبقدر ما منعته قُبلت صلاته".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٧٩،ص١٩٨).

6