صحة رواية

وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب أولاً: الرواية مرسلة. ثانياً: تشتمل الرواية على طريقين، وكلاهما يشتمل على مجاهيل. ثالثاً: رواها الكليني (رحمه الله)، في الكافي، جزء (٥)، صفحة (٣٢١)، حديث (٧). رابعاً: متن الرواية هو: ( … عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "قال رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله): جعل قرة عيني في الصلاة ولذتي في النساء"). والظاهر أن متنه لا بأس به، كما أشار المجلسي (رحمه الله)، لذلك بعبارته حديث كالحسن. مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، جزء (٢٠)، صفحة (٦). فتحمل مثل هذه الروايات على احترام المرأة والاعتناء بشخصيتها، وإعلاء شأنها؛ وذلك لأنّ المرأة كانت تعاني عندما بعث النبي (صلى اللّٰه عليه وآله) بالرسالة من النظرة الدونية، والاحتقار، ومعاملتها بقسوة، فأراد النبي ( صلى اللّٰه عليه وآله) من هذا الحديث وغيره، إكرام المرأة، وبيان منزلتها ومكانتها في الإسلام. فلذا جاءت هذه الروايات لتحث على الزواج والترغيب في النكاح، وزيادة النسل لتكثير المسلمين كقوله (صلى اللّٰه عليه وآله): "تناكحوا تناسلوا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط". وقد وجّه سؤال إلى السيّد محمد صادق الروحانيّ (قدّس) عمّا ورد في الروايات: "أنّ من سنن الأنبياء حبّ النساء وكثرة الطروقة" فما هو صحّة ذلك؟ وهل هناك علاقة بين زيادة حبّ النساء وبين الإيمان؟ فقد ورد: "أنّ عبادة المتزوّج أضعاف عبادة الأعزب، وأنّ العبد كلّما ازداد في النساء حبّاً ازداد في الإيمان فضلاً"؟ فأجاب قائلاً: باسمه جلت أسماؤه: بعض النصوص الدالّة على أنّ من أخلاق الإسلام كثرة الطروقة معتبرة السند بلا ريب، وهي تدلّ على اعتدال أمزجتهم الشريفة وتكامل قواهم الجسديّة والنفسيّة، رغم اشتغالهم المكثّف بالعبادة مِن ناحية وشؤون الناس من ناحية أخرى، وهذا يُعبّر عن ذروة كمالهم في هذه النشأة. وأمّا النصوص الدالّة على وجود علاقة بين حبّ النساء وزيادة الإيمان، فهي واضحة المدلول؛ إذ ما دام حبّ الزوجات من السنن التي دعا إليها الشارع المقدّس، فهذا يعني أنّ الاتّصاف به -بما هو سنّة إيمانيّة- موجب لزيادة الإيمان. [أجوبة المسائل في الفكر والعقيدة والتاريخ والأخلاق، ١/ ٢٩٦، رقم السؤال (٥٨٩)]. مركز الرصد العقائدي